وصف الكتاب:
ينظر الكاتب والمعماري أسعد الأسدي إلى المبنى بوصفه مقترح حياة ونمط عيش، فالمبنى كائن مديني، يُنَظّمُ ما فيه وما حوله، مدركاً مهمته في بعث الحيوية وخلق الجمال في أمكنة المدينة، إذ يتعاطى المبنى ممكنات بيئته ساعياً صوب الإشارة لوجودها، والكشف عن حضورها. وإذ إن المبنى وما فيه وما حوله، هي موجودات قريبة من شاغلي الأبنية، تطمح في إنضاج خطاب ثقافي، يجعل في مهمتها أن تتحاشى الفراغ مما يشغل الإحساس ويوقد الذهن، وهي حريصة أن تمتلك مناعة تمكّنها من مواصلة الحضور، ومنح ما لا ينضب، تتدخّل في خلق شعور مختلف، يتحرّش في سيولة المشهد اليومي لوجوه الأشياء والجدران والمدينة، من أجل أن يوقظ في التلقّي قداسة معاينة العالم من حولنا، وجديّة التزام التروّي ونحن نواصل منح أشياء العمارة وموجوداتها، أشكالها، في عملية إبداعية تبرهن قيمة ما تقدمه العمارة من صياغة مكانية، ومعطيات أشيائية، تتكفّل في الكثير من المعنى والشعور. في الكتاب مقاربة ظاهراتية، تندرج ضمن مشروع الكاتب في معاينة العمارة وأمكنتها وأشيائها، تواصلاً مع ما قدّمه في أعماله السابقة: شعرية العمارة، سكنى المكان، معرفة المكان، وأشياء وأمكنة.