وصف الكتاب:
يتمثل موضوع هذا الكتاب في عرض وجهة نظر "نورِتّا كورتجي"؛ فيلسوفة العلم الليبرالية والحقوقية في تفسير الأفعال البشرية، والركائز الأساسية التي اعتمدت عليها في تحليل وتفسير موقفها، حيث وقفت في مواجهة ضد كل مغالاة وتطرف في فلسفة العلم؛ فدافعت عن حقوق الأقليات والمهمشين ودول العالم النامية، ومن ثمَّ، شغلت المرأة حيزًا مهمًا وكبيرًا من كتاباتها، حيث أفردت لقضاياها مؤلفات كاملة. مؤلف هذا الكتاب هو أحد أعضاء هيئة التدريس المتميزين بقسم الفلسفة جامعة سوهاج، له العديد من المؤلفات العلمية والفلسفية والثقافية، كان آخرها صدور كتابه "أخلاقيات المعرفة" بالاشتراك مع الدكتور مصطفى راشد. وهو الدكتور وائل عبد الله؛ الذي حاول أن يغطي بكتابه هذا سائر فكر كورتيجى، ليقدمها بشكل أمين يكفي القارئ ليخرج بفكرة شاملة ووافية عن سائر المسائل التي اهتمت بها كورتجى. يخصص د. وائل الفصل الأول لحديث تفصيلي عن حياة ومؤلفات كورتجى، ثم يعرج في الفصل الثاني إلى تناول تحليل "كورتجي" لتفسيرات الأفعال البشرية عند كارل بوبر وموقفها من فلسفة "كارل بوبر"، وخاصة موقفها من مبدأ العقلانية البوبري وانتقاداتها له، كما تناول موقفها من تشكل الاعتقادات عند "بوبر"، ومنهجيتها المتبعة لذلك. ينتقل في الفصل الثالث لعرض موقف "كورتجي" من بعض قضايا ما بعد الحداثة" مثل قضية مَحوَ الأمية العلمية، التي يوضح خلالها رؤية "كورتجي" لتحرير العلم من الهيمنة البطريركية والكهنوتية، ثم موقفها من قضية حروب العلم واهتمامها بثقافة الأقليات والمهمشين، ودور ذلك في نمو العلم، وكذلك موقفها من آراء أنصار علم اجتماع المعرفة العلمية والبنيوية، وتاريخ العلم. أما الفصل الرابع فيتناول فيه موقف كورتجى من فلسفة العلم النسوية ووجهة نظرها في سبل تصحيح اعوجاج مسار نظرية المعرفة النسوية على حد قولها. يشتمل الكتاب على كثير من القضايا والموضوعات المهمة التي تلامس الواقع الإنساني المعاش، وتهم جمع المعنيين بالعلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية، وجميع أطراف المجتمع المدني، إننا أمام كتاب مهم في فلسفة العلم وتاريخها، يمثل إضافة حقيقية للمكتبة العربية؛ إن كتاب د. وائل عبد الله يسد فراغاً كبيراً ويغطي بشكل جيد وجاد فكر كورتجى الذي لا يستغني عن معرفته كل مهتم ليس فقط بفلسفة العلم بل بالفلسفة والثقافة بصفة عامة وقضاياها الإنسانية المعاصرة .لذلك أدعو الجميع لقراءته.