وصف الكتاب:
إنَّ كلَّ أمَّةٍ منَ الأمم لا تعيش حاضِرَها، وتعرف حضارتَها إلا إذا ارتبطت بتاريخها، وأحاطَته بعنايتها، وإنَّ معرفة تاريخ المغرب لَمَوضوعُ ذو بال، نظراً لِعَراقتِه وأصالته، وثراءِ مادَّته، وخاصة تاريخه الإسلامي، ولهذا نجد علماء الإسلام فضلاً عن غيرهم قد اهتمُّوا به وأشادوا به، وخلَّقوا دواوين في ذلك ما بين مُسهِبٍ ومختصِر، وبين عام ومخصَّصه ومقيّد، وأقصدُ بالعام التاريخَ الكاملَ للقُطر المغربي من أدناه إلى أقصاه مع ضَمِّ الأندلس إليه، وأقصدُ بالمـُقيد الكتاب الذي نحى فيه مؤلفُه تأريخ مدينة يعينها؛ مبرزاً اسمَها وتاريخ نشأتها وبنائها، ومُبيِّناً عُمرانَها وولاتَها، وقضاتَها وعُلماءَها، وذاكراً نشاطها العلميِّ والاقتصاديِّ وغيرها من الضروب والفنون... ومن هذا النوع الأخير، اهتمَّ العلماء والمؤرخون بمدينة سبتة الإسلامية المغربية.