وصف الكتاب:
تميّز عبد الله خليفة بالجمع في شخصيته بين المفكّر التقدمي والأديب والروائي والمناضل الذي لم يتراجع في كل الظروف عن أفكاره وعن مواقفه. وقاده إلتزامه بأفكاره التي دافع عنها بشجاعة إلى السجن أكثر من مرة. لكن من أهم ما عُرف عنه وهو في لسجن، الذي أدخل إليه في عام 1975 من موقعه في قيادة جبهة تحرير البحرين، أنه لم يترك القلم لحظة واحدة. وصار معروفاً أنه ألَف عدداً من كتبه ومن رواياته على وجه الخصوص داخل السجن على ورق السيجارة. وكانت تهرّب إليه الأقلام وأوراق السجائر ليمارس عمله الأدبي والفكري. وكانت تهرب أعماله الأدبية من السجن وتُطبع ويتم نشرها. وهو بتلك الصفة التي ندر شركاؤه فيها تحوّل إلى أيقونة بالمعنى الحقيقي المناضل اليساري الحقيقي ولصاحب الفكر النيرَ. المفكّر البناني كريم مروة ثمة شخوص، تحفر عميقاً في الذاكرة والروح والوجدان، وتبقى ماثلة شاخصة، بأبعادها الذاتية والإنسانية وعطائها اللامحدود، تعرفت على الكاتب والروائي والمفكّر عبد الله خليفة لأول مرة في منتصف الستينات وهو في بدايات تجاربه القصصية الأولى. عبد الله خليفة كما عرفته قامة إنسانية، بقدر ما هو قامة كتابية وفكرية شامخة، وكما عرفت عبد الله في كتاباته القصصية والروائية والفكرية، عرفته أيضاً في جانبه الإنساني العميق.. البالغ العمق.. عبد الله غيره لا يكترث لذاته.. لا يكترث بالأنا بقدر اكتراثه بالآخر.. كان لعبد الله أن يكون من أصحاب الثراء والوفرة والنفوذ، حيث كانت الأبواب مفتوحة باتساعها لو أراد، لكن عبد الله أبى إلا أن يكون عبد الله، وآثر أن يكون إنساناً يقبض على الجمر بيد ويواصل رسالته الإنسانية باليد الأخرى. كم كنت أتمنى، لو أن عبد الله قد قبض له أن يكتب تجربته الإبداعية بما حف بها وداخلها من وقائع وأحداث، وما تمخض عنها من حراك ثقافي وأدبي وفكري واجتماعي وسياسي، لكن عبد الله أثر أن يكون إنساناً يقبض على الجمر بيد ويواصل رسالته الإنسانية باليد الأخرى. كم كنت أتمنى، لو أن عبد الله قد قبض له أن يكتب تجربته الإبداعية بما حف بها وداخلها من وقائع وأحداث، وما تمخض عنها من حراك ثقافي وأدبي وفكري واجتماعي وسياسي، لكن عبد الله آثر "تواضعاً" أن يكتب هذه التجربة بأبعادها ومعطياتها بعيداً عن أناه المباشر. كما نجده في رواياته العديدة، التي تعبر منجزاً وطنياً إبداعياً، ولعلّه الوحيد الذي يحسب له كتابة تاريخ البحرين الحديث "روائياً" في ثلاثيته "ينابيع البحرين" التي ستظل مرجعاً تأصيلياً مهماً لتاريخ البحرين والرواية السردية على السواء. الشاعر البحريني الكبير يوسف حسن