وصف الكتاب:
من المعروف إن الدراما اليونانية كانت تقدم في دلالاتها الدينية وأوزانها طقسا احتفاليا ومتعة خاصة للمشاهدين. وتعد مسرحيات لامعة مثل ’اوديب ملكا' و' بروميثوس مقيدا' و 'الكترا' أعمالا خالدة حية حتى الوقت الحاضر. وقد اثبت المسرح الاغريقي إن المسرح شعري من خلال ما قدمه الكثير من المسرحيين الكبار أمثال : اسخيلوس, يورييدس,سوفوكليس ارستوفانس وآخرون. ويؤكد الشاعر المعاصر لا سيلاس أبيركرومبي من خلال مفهوم ارسطو للمحاكاة أن كلا النوعين المسرحيين النثري والشعري يحاكيان الواقع. وإذا كان المسرح النثري يؤكد على 'واقع خارجي' فإن المسرح الشعري يؤكد على ' واقع داخلي . وإذا كان للشرقاوي وصلاح عبد الصبور وبسيسو ومعد الجبوري وغيرهم إضافات ناجحة في سماء المسرح الشعري العربي، فإن هذا الفن لا يموت لأن ولادة المسرح كانت شعرية. يقول الناقد ماركوري بولتن في كتابه 'تشريح الدراما' إن المسرحية الشعرية هي' فن الاستعارة والمجاز والوزن والتي تختلف بالتأكيد عن لغة المسرحية النثرية'. وقد تميز العرب، كما هو معلوم، بشعرهم الوجداني وقصائدهم التي تعكس انجازات شعرية ناجحة حيث تعبر عن قيمتين بارزتين هما الفخر والبطولة.