وصف الكتاب:
التعصّب وحشٌ يدمّر كلّ وفاقٍ، نظامٌ فكريٌّ منغلقٌ يهدّد الإنسانيّةَ جمعاء. هذا أحد مبادئ فلسفة «إيرازموس»، المعلّم المصلح. لكن هل يكتفي المفكّر في الأزمات السياسيّة العنيفة بالانسحاب وراء مكتبه والتزامِ الحياد البارد كي يكون صديق الجميع، أم عليه أن يصدع بموقفه وإن كان في ذلك سيره إلى المحرقة؟ هل يكون التغيير فعلًا معتدلًا ناعمًا تخطّط له جمهوريّةُ العقل في سلامٍ وطمأنينة، أم هو فعل راديكاليّ يجب أن نسمع فيه صوت المطرقة؟ كان هذا جوهر صراعٍ فكريٍّ طاحنٍ بين مفكّرين عظيمين، «بين العقل والعاطفة، بين عقيدة الإنسانيّة والتعصّب الدينيّ، بين العالميّ والمحلّيّ، بين التعدّديّة والأحاديّة»، اهتزّت له أوروبا، لكن «لا القوّة انتصرت [فيه[ ولا العدل الشريد». وكان على العالم أن ينتظر قنّاصًا مثل مكيافللي «يقطف ثمار التغيير» ويصوغ من مثاليّة إيرازموس وواقعيّة لوثر تصوّرَه البراغماتيّ للعالم. في هذا الكتاب يستدعي زفايغ مرحلة حرجة من تاريخ أوروبا، ليقرأ بها الحاضر ويصوغ حُلُمَ الإنسانيّة، عبر العصور المختلفة، في الانتصار للعقل ضدّ التعصّب ونزق الأهواء.