وصف الكتاب:
تفتقر المكتبة العربية إلى كتب الفن، بين تاريخه ونقده وغيرها من العلوم التي تُعنى به؛ وأشدُّ ما تفتقرُ إليه هو الوقوف عند : الجمالية. فالكتب العربية الموضوعة في هذا الصنف الكتابي معدودة للغاية، عدا أن ما يُثرجم منها قليل، هو الآخر. هذا فيما لا يجد طالب الفن، ودارس الفن، في كليات ومعاهد عربية، ما يساعده في الدرس والتحصيل. العناية قليلة، وتَظهر كذلك في افتقار شُعب الفلسفة في الجامعات العربية، إلى دراسة : الجمالية نفسها، فكيف إذا كانت هذه الشُّعب تتناقص وتختفي أكثر فأكثر في هذا البلد العربي أو ذاك! وهذا الغياب، وهذه التراجعات، تعود إلى الأسباب عينها التي ترى أن الفكر – ولا سيما الفلسفي منه – غير لازم في ثقافة تميل إلى اليقينيات، وتتجنب ما أسميه بـ : ثقافة السؤال. وهي تجليات موقفٍ قديم، له أسباب متأخرة في تجدده، ويقضي بالاستغناء عن الفلسفة، والاكتفاء بما لدينا من زاد فقهي وثقافي وأدبي. إلا أن ما يُخفيه هذا الموقف، ذو الأوجه المتعددة، فلا يعدو كونه التعويل على خطاب تفسيري-تدبيري-نفعي، وهو، في واقع الأمر، خطابٌ ملفق ومبتَسر واستعمالي، يجعل من "مسائل" العقل والوجود والإنسان والمعنى مسبوقة، لا يُستعاد فيها إعمالُ العقل في قضاياه، وإنما يراد الاكتفاء بالتسليم، "بما ورد"، بالطاعة في نهاية المطاف.