وصف الكتاب:
إن العلاقات الأسرية هي من أولى العلاقات الإجتماعية التي لها تأثر بالغ على شخصية الطفل، و تتضمن العلاقة بين الزوجين، و العلاقة بين الآباء و الأبناء، و العلاقات بين الأبناء، و هذه العلاقات ليست بظاهرة كونية، بل تختلف من مجتمع لآخر، و من حقبة تاريخية لأخرى، و تخضع طبيعة هذه العلاقات لصيرورة تطور كل مجتمع، فتتبدل و تتغير صيغها وفق التحولات التي تطرأ على المجتمع. و لقد أشارت البحوث منذ فترة طويلة إلى أهمية العلاقات الأسرية في النمو النفسي و الاجتماعي لأفراد الأسرة، لكن في الآونة الأخيرة اكتسبت العلاقات الأخوية أهمية خاصة، باعتبارها من بين السياقات العلائقية الأكثر ديمومة، و تأثيرا على نمو الفرد طول الحياة. فالأشقاء هم من أكثر الأفراد تأثيرا في حياتنا؛ ففي مرحلة الطفولة، هم السياق الذي نتعرف من خلاله على التفاعلات الاجتماعية، و حل النزاعات، و المشاركة، و المفاوضة، و إدارة العواطف، و جميع دروس الحياة الأساسية. و في مرحلة البلوغ، يكون الأشقاء مصدرا أساسيا للدعم و نحن نواجه تحديات الحياة، كما يمكن للعلاقات الأخوية السيئة أن تجعل طفولتنا بائسة و حياتنا فوضوية، لذا فإن معرفة كيفية تسخير قوة هذه العلاقة الرائعة يمكن أن يقدم زخما من الدعم و الدفئ و المودة طوال العمر. لكن بالرغم من الأهمية الكبيرة للعلاقات الأخوية إلا أنها لم تلقى الإهتمام الكافي، و قد جاء تقدم البحوث المتعلقة بها متأخرا نوعا ما مقارنة بالعلاقات الأسرية الأخرى، أنا بالنسبة للدراسات و البحوث العربية فتكاد تنعدم الدراسات التي تناولت هذه العلاقة المهمة و المحورية في الأسرة، لذلك فقد جاء كتابنا هذا من أجل سد هذه الفجوة، و إعطاء صورة شاملة حول العلاقات الأخوية، حيث يتناول الكتاب في طياته عديد المحاور المتعلقة بالعلاقات الأخوية.