وصف الكتاب:
المقابلة الاكلينكية هي حجر زاوية كل العمل الذي يدور في الصحة النفسية. وهى تتضمن دمجاً لدرجات متفاوتة من القياس والعلاج النفسي . الإصدار الأول من هذا الكتاب نشر في 1993. ونحن ما نزال في دهشة من التطور المستمر والتطبيق العملى الواسع للمقابلات الاكلينكية في أوضاع الصحة النفسية. نحن نعيش في عالم مرحلة ما بعد الحداثة a postmodern world والذي فيه تستخدم اللغة كثيراً لبناء وصياغة البراهين والمجادلات. والكلمات التي نختارها تؤثر على الرسالة التي نقصدها بشكل حتمي. ولأن اللغة يمكن استخدامها للتلاعب والخداع (كما هو الحال في الاعلانات والسياسة)، فإننا نريد شرح بعض خياراتنا اللغوية بحيث نعطيك نظرة على ميولنا وتوجهاتنا. المقابلة الاكلينكية هي ظاهرة يتقاطع فيها العديد من التخصصات والفروع المعرفية. وأثناء تنقيحنا لهذ الكتاب، كنا نطلب التغذية الراجعة من أطباء نفسيين، وأخصائيين نفسيين، وأخصائيين اجتماعيين، ومرشدين متخصصين. وليست مفاجأة أن اقترح الأطباء النفسيون والأخصائيون النفسيون أن نتمسك بمصطلح "مريض Patient"، بينما عبر الأخصائيون والمرشدون عن تفضيلات قوية لمصطلح "عميل Client". وكخيار ثالث، في الترجمة الصينية الماندرين لهذا الكتاب، المصطلح المستخدم هو "زائر Visitor".وبعد قليل من الشد والجذب بخصوص هذه المعضلة، قررنا أن نستخدم بشكل رئيس الكلمة "عميل Client" في هذا الكتاب، في ماعدا الحالات التي تستخدم فيها كلمة "مريض" في المادة الأصلية المقتسبة. ومثلما انتقل كارل روجرز في لغته الاصطلاحية من "المريض" إلى " العميل" إلى " الشخص Person"، نجد نحن أنفسنا نبتعد عن بعض جزئيات النموذج الطبى medical model. هذا لا يعنى أننا لا نحترم النموذج الطبي، ولكننا نختار بقصد أن نستخدم لغة أكثر شمولية والتى تؤكد على جوانب السواء لدي البشر. أدت الحساسية في معالجة مسألة الإشارة إلى النوع إلى تعقيد الكيفية التي يشار بها إلى جنس الشخص في المحادثة وفى الكتابة. وتماشياً مع التقاليد ومع المنظورات المعاصرة، نستخدم – متى كان ممكنا – لغة الجمع (مثلاً، هم، لهم، عنهم). وعند التحدث بالمفرد (كما في أمثلة الحالة)، نستخدم "هو" أو "هى"، بناء على النوع المحدد للشخص موضع الحالة. ومتى كان ذلك ملائماً، تستخدم أحياناً الجمع "هم" عند وصف أفراد لسنا متأكدين من إنتمائهم إلى أحد الجنسين الأساسيين