وصف الكتاب:
أن من أهم واجبات الإرشاد النفسي في هذه المرحلة، العناية بالصحة النفسية للحضين فهو يهدف إلى أن يتوافق الطفل في شخصية هذا التوافق مع نفسه أولاً ثم مع بيئتة ثانياً، ولن يتأتى هذا للحضين في بيئة تفتقر إلى المناخ النفسي الملائم، والذي من المتوقع أن توفره له المدرسة الأولى في حياته وهو حضن الأم، والذي يشكل له منبتاُ، تتعهده لينمو حسب الظروف التي تهيئها لنماء هذا لحضين النماء السوي المتكامل الذي تمتد جذوره وهو بذرة في أحشائها. وما أورثته من صحة أو سقم. ان من أهم ما يمييز هذه المرحلة هو العلاقة الوثيقة بين الأم والحضين والتي تربطها وسائل الاتصال بقنواتها المختلفة، بصرية كانت أم سمعية فهو يعرف صوتها، ويستجيب لصوتها،ولا يقبل إلا صدرها مهداً، ورائحة ثديها مهدئاً ومنوماً. وبقدر ما تؤمن الأم للحضين من سلامة هذه القنوات وانتظام اتصالاتها، وبقدر حرصها على تلبية ما يتطلبه حضينها من حاجات نمو جسمياً وعقلياً وإنفعالياً ونفسياً واجتماعياً بقدر ما يملك من شخصية مستقرة ومتوازنة، مؤمنة ضد المشاكل والاضطرابات النفسية، وتصبح في غنى عن تدخل الإرشاد النفسي. فماذا ينقص الحضين في بيئه أمنت له رضاعة طبيعية؟ مزجتها بكل عطف وحنان وأمّنت له نظافة جسمه وملبسه، ورعته في مأكله ومشربه، ووفرت له كل أسباب الراحة والهناء لا تهمله أن بكى، وأول من يرفعه من سريره إن صحا تقرأ في صفحة وجهه سعادته وراحته، ومن نظراته تستشف ألمه وتعبه. إن مرض وقفت نفسها لخدمته والعناية به، وإن جفاه النوم باتت لشكواه ساهرة تتملم.