وصف الكتاب:
سنرى في البداية كيف أن التساؤل والتفكير الفلسفي مفيدان للفكر، يُشجِّعان فينا اقتناء مكان للحرية، بالابتعاد عن الظنون التي يحرِّكها المجتمع وأحكامنا المسبقة. هل يمكن إذاً تعريف فعل التَّفلسف على أنه محاولة في التساؤل حول المعرفة في مواجهة الجهل؟ هل يمكن للفلسفة أن تُسْهم في المصالحة بيننا وبين الغير والعالم المعاصر؟يبدو أن التَّفلسف يتواقت مع فعل التساؤل. كان ميلاد الفلسفة يتميَّز بالفعل بالدهشة عند اليونان. لم تكن دهشة ساذجة ومغفَّلة، بل كانت دهشة حَدْسية تُشجِّع على الفضول الفكري وعلى التفكير والتأمُّل. كان الأمر يتعلَّق بالتساؤل حول الظواهر، والعمل على فهمها. إذا كانت الفلسفة ترتبط منذ البداية، في العصر القديم، بالشعائر وبالأسطورة، ومن ثمَّ بنوعٍ من الاعتقاد، فإنها انفكَّت عن ذلك. تحرَّرت من التصوُّر الشعبي للكون. غير أن سؤال أصل العالم كان حاضراً بقوَّة. لأن في المرَّة التي وجد فيها البشر أنفسهم «ملقون» (jetés) في العالم، فإنهم تساءلوا ولا يزالوا يتساءلون بإصرار عن المكان الذي أتوا منه، ولماذا ثمَّة كائن.