وصف الكتاب:
تدور فكرة الكتاب في إطار فلسفي نفسي حول الحياة الاجتماعية للإنسان ومدى تأثيره وتأثره بالواقع الحياتي، من خلال نظرة عميقة وأسلوب شيق. خواطر وتاملات بألفاظ رشيقة وجمل متناسقة تغوص في أعماق النفس البشرية لتكون مرآة لوجوه وأحاسيس ومشاعر إنسانية احتواها كتاب «خواطر طبيب نفسي»، ليرى كل منا نفسه في إحداها أو بعض منها. خواطر الطبيب النفسي تعكس تجارب البشر عندما يسطر الطبيب النفسي خواطره لا بد أن تعكس رؤى وتجارب وتحليل لكل ما يجول بخواطر البشر. استطاع الكاتب بخبرته في التعامل مع أنواع شتى من الشخصيات أن ينقل ببراعة وإيجاز أحاسيس تدور في خواطرنا ولا نستطيع التعبير عنها وقد تكون كلماته بمثابة الحل لمشكلة واجهتنا بالفعل ولم نجد لها حل. في خاطرة بعنوان (حكمة الخوف)، يقول المؤلف: «إن الخوف الذي تحاول أن تدفنه في نفسك، ما هو في الحقيقة إلا البذرة التي تنبت شجرة الأحزان. والحزن الذي تبتلعه، ما هو إلا الكوابيس التي تؤرِّق منامك، وتنغِّص نهارك. الخوف والحزن مشاعر إنسانية، أوجدها الله لتجعل الإنسان يأخذ خطوة للخلف، ويستبصر الأمور، ويراجع خريطة الحياة، ويستلهم منهما دروبًا إلى السماء، إلى الله». وفي خاطرة أخرى بعنوان (السيد كورونا)، يقول المؤلف: جاء السيد «كورونا» ليغسل وجه العالم المكتظ بالأكاذيب بالصابون. ليطهره من الابتسامة المخادعة. ليمحو بفرشته ما سطرته الأقلام الظالمة. ليجعل الذئاب العاوية تهرول إلى مخابئها ليضع المتهم موضع الاتهام وليس القانون. جاءَ السيد «كرونا» ليكتب نعيًا في عالمٍ مات منذ عهود. لنتبيَّنَ الأعماق التي لا غور لها، والأعماق التي لا يسبر غورها. ليخبرَنا أنَّ اللغة التي يتوحَّد عليها العالم هي لغة المشاعر، وأنَّ اللغة التي تفرِّقُه هي لغة المصالح والأنانية. يقول المؤلف في خاطرة (تعذيب الذات): «الماسوشية التلذذ بعذابات وآلام الذات أو ما يسمى في صورة خفية أحيانًا التضحية، ويبدو أنها نزعة إنسانية شديدة التعقيد، والتخفي، من حيث صورها الحسية، والنعنوية، ومن حيث دوافعها وبواعثها الظاهرة والخفية، مع درجات من الوعي بها إلى عدم الوعي بها تمامًا، ولا يكاد يخلو منها إنسان المرأة والرجل وإن كانت تبدو لدى النساء أكثر شيوعًا».