وصف الكتاب:
يقدم الكتاب، الذي ترجمه إلى العربية الكاتب والسيناريست مصطفى محرم، دراسة علمية منهجية عن فن الكوميديا، منذ الكوميديا اليونانية القديمة وتطور هذا الفن على ثلاث مراحل، وهي العصر القديم والعصر الوسيط، والعصر الحديث، إلى أن اخترعت السينما، واستعراض أعلام كتاب المسرحية الكوميدية ثم انتقال المسرحية بنوعيها التراجيديا والكوميديا إلى المسرح الروماني، ثم التوقف لظروف دينية، حين ظهر الدين المسيحي وسيطر رجال الدين على مقتضيات الأمور وانشغال الناس في أوروبا، إلى أن جاء عصر النهضة وانتعشت الآداب والفنون في القرن الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر. في خمسة أبواب و18 فصلا، يستعرض الكتاب البناءات الكوميدية والفكر الكوميدي، كما يستعرض أوليات الفكاهات والحيل والشخصيات الكوميدية الأولى، ويلقي الضوء على أفلام شارلي شابلن وكيتون وهارولد لويد وهاري لانجدون، كما يستعرض الكوميديا الناطقة من الصوت والبناء وتراث الحوار وتراث المهرج والتراث الساخر. يلقي الكتاب الضوء على أن هناك 8 حبكات كوميدية سينمائية تغير بناءات أساسية نسقت عن طريقها الكوميديا السينمائية ومادتها الإنسانية، ويشارك الفيلم الكوميدي بـ6 من 8 بكل من الدراما والرواية، كما يشير إلى أن الفيلم الكوميدي يقول شيئا عن علاقة الإنسان بالمجتمع، فالكوميديا إما أن تدعم القيم والافتراضات الاجتماعية وحث الشخصية الكوميدية لإصلاح سلوكها لتطابق ما ينتظر منها في المجتمع أو أن تدعم السلوك المعادى للمجتمع على اعتبار أنها أعلى من المبادئ الاجتماعية. يلفت الكتاب إلى أن الكوميديا الناطقة بنائية وليست جسمانية، مكتوبة بشكل كوميدي، حيث تعتمد الكوميديا الناطقة إلى حد كبير على الكلام والبناء وعلى كاتب السيناريو، فالكاتب يقوم بدور عظيم في تشكيل الفيلم الكوميدي قبل مخرجه. يرصد الكتاب أنه في أواخر القرن التاسع عشر اخترعت السينما عام 1895 وبدأت صناعتها في الانتشار، وكانت معظم الأفلام فى البداية التي كان يقوم بها الأخوة لوميير لا يتعدى زمنها دقيقتين أو ثلاث دقائق على الأكثر، وكانت في الغالب تدور حول موقف كوميدي بسيط يعتمد على الحركة التي هي روح هذا الفن السينمائي، مثل، مقاطع عن انصراف العمال من المصنع أو وصول أحد القطارات إلى المحطة. كان ماك سينست أكثر المنتجين للكوميديا الصامتة شهرة، وكان شارلي شابلن وباستر كيتون وهارولد لويد وهاري لانجدون المهرجين الصامتين الأربعة يقدمون أفلاما روائية طويلة ناجحة ومحبوبة في العشرينات، وكانوا تقريبا في حجم وشعبية وثراء متساويين، فكل من لويد ولانجدون قدما أفلاما ظلت مضحكة جدا وفريدة ومسلية ولكن تبدو أنوارهما أكثر خفوتا، بجانب لمعان شابلن وكيتون. يتناول الكتاب الحديث عن عظماء فن الكوميديا السينمائية الصامتة والناطقة وروادها من المخرجين والمؤلفين والممثلين والمنتجين الذين اهتموا بهذا النوع من الفن السينمائي، كما تطرق إلى الموسيقى واستخدامها فى العمل السينمائي. يعد شارلي شابلن هو أعظم فنان سينمائي في تاريخ السينما، وقدم حوالي 79 فيلما ناجحا في الفترة من عام 1913 حتى عام 1952، وكان موهوبا بشكل خاص في مقدرته على تناول الكوميديات الصغيرة ويرتقى بها ليس فقط باستخدام أسلوبه الكوميدي الشخصي ولكن بإبداع صيغة إنسانية خاصة عليها. كما تناول دور الإخراج في فن الكوميديا، مبرزا دور المخرج إرنست لوبيتش والمخرج رينيه كلير، فقال: «جعل لوبيتش وكلير من الإخراج حرفة وفكرا في كوميديا السلوك، في الفترة الصامتة أفلامهما فيها أصالة وذكاء التحكم في أي أداء فردي للممثل، كما أكد كل منهم سيطرتهما الإخراجية باستخدامات واعية من الديكور والبناء والتحكم في الكاميرا والتقطيع». يكشف الكتاب عن الفكر الجاد في الشكل السينمائي الكوميدي، ويفترض أن أفضل الكوميديات هي التي تحقق شيئا أكثر من كونها عملا مضحكا.