وصف الكتاب:
يطرح الباحث العراقي حسام كصاي في كتابه الجديد الصادر حديثًا عن دار نينوى إحدى المحافظات العراقية «الذئاب المنفردة .. جهاديو الغرب وداعشيو أوروبا» رؤية مغايرة وموضوعية لنشأة الحركة الوهابية، كنوّاة للسلفية الجهادية، ثم تنظيم القاعدة وفروعها، إلى فصائل السلفية عامة، وصولا إلى داعش «النسخة الغربية»، كمدخل علمي للولوج إلى ظاهرة السلفية وتحولاتها وصولاً لدواعش أوروبا وجهاديي الغرب، وأسباب تحول هؤلاء في تحديد هدف العدو من الولايات المتحدة «العدو التقليدي» إلى أوروبا «العدو الجديد». تناول بالبحث والدراسة فى كتابه الجديد فلسفة وفكر جهاديو أوروبا ومتطرفيها وأصوليتها و نشاطهم المسلح داخل البيئة الأوروبية من حيث فكرهم، حالاتهم، سلوكهم، إستراتيجيتهم، نشاطهم، انتقالهم خارج القارة وعودتهم!، كيف نشاء عندهم دافع شعوري فردي هيأ لهم الظروف لهذا التحول؛ ليكونوا بؤرة دائرة الاستقطاب الكبرى للذئاب المنفردة . وفق منهجية الاغتراب ودراسات علم النفس السياسي وعلم النفس التحليلي قدم حسام كصاي تحليلًا لسلوكيات أشخاص غير خاضعين لفكرة المواطنة، مع مهمة علمية أخرى وهي منهج اقتراب الثقافة السياسية ومقتربات تحليل الجماعة، مع التركيز على أوروبا دون عموم الغرب؛ لأن كثيرا من الأنظمة الغربية كانت تعمل مع مواطنيها، باعتبار أن مسلمو أوروبا مواطنين ليسوا رعايا أو مهاجرين . لماذا أوروبا؟.. «كصاي» يجيب وهنا حاول الباحث التعمق في لماذا يركز هذا التنظيم «داعش» على تقديم أوروبا على الولايات المتحدة وعلى الكيان الصهيوني، وخاصة بعد حالة «الانشقاق الإيديولوجي»، التي حدثت في فكر تنظيم القاعدة وعموم أطياف السلفية الجهادية، إذ لم تعد أمريكا بالنسبة لداعش «رأس الكفر»، أو«رأس الأفعى»، كما كانت يطرح بن لادن والظواهري وعموم منظري القاعدة التي صنفت أمريكا بالعدو رقم واحد «القريب»، إذ يجيب الباحث أنه علي ما يبدو أن الولايات المتحدة لا تعاني من مشكلة ما مع الإسلاميين بالقدر الذي تعانيه البلدان الأوروبية؛ حيث لم تُسجل حالات انضمام الشباب المسلم الأمريكي لتنظيم «داعش»، إلا عدد بسيط جدًا! ولم يلبوا نداءات الاستقطاب للجهاد كما في حدث في باريس وبروكسل وأمستردام، عكس ما كان يتوقع قياسًا بقدرة التنظيم من اختراق الحصانة الأمنية الأمريكية كما فعلتهُ في هجمات 11 سبتمبر 2001 .