وصف الكتاب:
لعل من أولويات الدارس في حقل الآداب وأضرُبه ومعارفه، التنوع في القراءات والتمكن من الآليات المعرفية التي تصنع النص، وتقوم على أداءاته وتجاوبه الثنائي بين الكاتب والقارئ المتميز. إن العلاقات الأدبية تتعدى حدود النص، إلى ما وراء الفعل الإبداعي، الذي يحرك النوازع والدوافع وأسباب التقصي، لحمل الكاتب على إعادة قراءة نصه؛ لا بل إعادة جدولته بالمفهوم الحداثي المعاصر. إن أضرُبَ المعرفة الأدبية في أدبنا المعاصر، تتعدى حدود الوزن والقافية والاحتكام للعقل ومفاهيمه، والإنصات للعاطفة وهمساتها.. إلى تجديد العقل، وتجريد العاطفة من ذاتيتها، وتحويلها إلى هيجان جارف يأتي على الحرف والمصطلح والكلمة والنص، في فعله وفاعليته. إن الكتاب المُقدّم للجامعيين والقراء على حدٍّ سواء، يحاول الوقوف عند شفرات النص المعاصر وتفعيلها، بما تقتضيه المساومات الآنية والمستقبلية التي يتوخاها المبدع من مقامات إبداعه. إن إشكالية الحضور الفعلي للنص قائمة؛ غير أن إشكالية المفاهيم تظل ولا تزال مطروحة؟ لكون عوامل تَحَلّل النص، أكثر اتساعا من عوامل جموده ووقوفه عند أسْقف المراوحات الفعلية للمُدرَك من الظاهر والخفي في النص. إن قدرات الطرح في أدبنا المعاصر تتجاوز حدود النص، إلى تمكين الكاتب من قراءة نفسه من خلال أطروحات الآخرين، وتلك مَزِية الدراسات المعاصرة، التي تنحو نحو الحداثة وما بعد الحداثة... ولكون الغموض أحد ظواهرها؛ فإن ذلك في تقديرنا وسَّع المجال أكثر... لاقتلاع المُبدع من أبراجه العاجية، إلى الانحدارات التفعيلية لمقام المعنى، ومعنى المعنى. كما ورد عن نقادنا القدماء... وسايرهم في ذلك جيل من المبدعين، وبعض أصحاب الهمز واللمز في مسارات الإبداع والحكم على أصحابه، وفق قواعد الملاسنات الفهمية الناهضة بإعادة صناعة النص.. وتفعيله في أكثر من اتجاه، وبأكثر من معنى ودلالة.