وصف الكتاب:
نبذة الناشر: تطرح معضلة "غفول الفنّان" إشكالاً حضارياً طال الفنّ العربيّ الإسلاميّ برمّته، وبما أن المسألة تتعلّق بحضورٍ أو غيابٍ - من خلال حضور توقيع الفنّان أو غيابه - فقد جعلت الدراسة من أولى أولوّياتها القيام بحفريّات تلامس الدور الإجتماعيّ للفنّان العربيّ - المسلم من خلال التوقيع، الّذي طالما كان محطّ تبخيس وإغفال وتعويم وسطحيّة. ولا شكّ في أنّ هذا الإختيار كان وراء تبنيّ المقاربة السوسيولوجيّة دون إغفال المظهر السيكولوجيّ للإجابة عن سؤالٍ حارق - نادراً ما حظي بتعميق - له صلةٌ بهويّةٍ حضاريّة وكينونةٍ ثقافيّةٍ قد لا تسعف المقاربة التاريخيّة المكرّسة للفنّ الغربيّ عموماً ولا المعالجة الجماليّة في الإجابة عنه الآن؛ ومن خلال هذا السؤال المركزيّ في أطروحة الباحث تفرّعت تساؤلاتٌ حاول الباحث الإجابة عنها بما أوتي من موضوعيّة وحصافةٍ ونقاش علميّ هادئ ورصين لن يخطئ القارئ جدّيته البرهانيّة التحليليّة. هل حجب الموقف الإسلاميّ الرسميّ من الصورة ظهور تحفٍ فنيّةٍ تصويريّة موقّعة في الفضّيات والخزفيّات والرسم التصويريّ والزجاجيّات والنحت والمعمار...؟ وبالتالي، هل الغفول من ثوابت الفنّ العربيّ - الإسلاميّ؟ وهل فعلاً إنّ هذا الفنّ عملِ جماعيّ غير فرديّ كما يدّعي بعض الدراسات الّتي غاصت في التنويه تارةً وفي عدم الوضوح تاراتٍ آخر؟ كيف يمكن التغلّب على هشاشة التحفة الّتي لا تصمد امام عوادي الزمن، وعلى ندرة تراجم الفنّانين في الإسطوغرافية العربيّة - الإسلامية؟... كيف يمكن تجنّب إسقاطات المقارنة مع النهضات الأوروبيّة كالنهضة الإيطاليّة؟ كيف يمكن التدليل على الوعي النفيّ بالتوقيع، الواضح أحياناً والملغز أحياناً أخرى، في سياقٍ سوسيوثقافيّ عربيّ - إسلاميّ؟ كيف ربط الباحث بين المصادر المكتوبة والآثار الفنيّة الموقعة الموجودة؟... وبالتالي كيف تأتى له أن يبرهن بالحجج الدامغة، ودون إدّعاءٍ ولا تبجّح، على بطلان مسلّمة (فنّ دون فنّانين أو فنّ غفل من مبدعيه)؟ هل فعلا حالت هيمنة فنّ الخطّ على الفنّ الإسلاميّ دون وجود فنّانين تصويّرين؟ وهل هناك تمييز بين الفنّان والصانع؟ وهل الفنّ فئة مهنيّة؟ وبالتالي ما خصائص الفنّان في ثقافة الإسلام؟ وهل هي الخصائص نفسها الّتي منحتها الثقافة الغربيّة للفنّان، ولمفهوم الفردانيّة والحريّة الفنية؟ كيف تحدّدت مكانة الفنّان في السلّم الإجتماعيّ والتراتبيّة المهنيّة في دار الإسلام؟ وما هي حدود التأويلات الخلافيّة لكيفية ظهور التوقيعات في الفنّ العربيّ - الإسلاميّ؟ وهل منع تديّن المجتمعات الإسلاميّة من إشراق الفردانيّة؟ وهل يمكن الحديث عن توقيعات الفنّانين المسلمين بإعتبارها كينونة الكائن كما تمّ الحديث عنها في الأدبيّات الغربيّة؟... ما العلاقة بين الغفول والتوقيعات بإعتبارها فضاءات دلاليّة؟ وهل لفعل واللاغفول معنى واحد؟... كان الهاجس وراء طرح كلّ تلك التساؤلات هو التطرّق إلى قضيّة الغفول في تعقيدها الإجتماعيّ، ومجادلة مفاهيم وآراء تخصّ الإستشراق التقليديّ في سياقه التاريخيّ، ومن ثمّة وضع اللبنات الأولى لإعادة قراءة تاريخ الفنّ نفسه من خارج المركزيّة الغربيّة.