وصف الكتاب:
نبذة المؤلف: ترجع فكرة تأليف هذا الكتاب إلى نحو عشرين عاماً مضت، منذ كنت أتلقى العلم في مدرسة ليون الجامعة، وفي تلك المدينة الجميلة المطمئنة، دونت أوائل تلك الفصول، وقد صحبتني الأماني و"الكراسات" في سائر اسفاري بين ليون وجنيف ولندن وفيرنزة (فلورنسا)، ومرت علينا معاً فترة الحرب العصيبة وأنا في صحبة هؤلاء الفلاسفة الأثنى عشر، ننهض تارة ونرجو رؤية النور والضياء، وطوراً نرقد في مثار النقع نسمع صدى صوت المدافع في الفضاء، إلى أن شاءت الأقدار أن يلبس هؤلاء الحكماء المتقدمون ثياب الظهور في عالم الوجود المادي، فلم أشأ أن أطيل حبسهم فاسلمت بيدي تلك الأوراق، التي أصبحت في نظري "معتقة صفراء" دقيقة الجسم، ضخمة البخار، وهكذا برز إلى عالم البعث والنشور اثنا عشر فيلسوفاً من المشارقة والمغاربة، وقد تدثر كل بالقباء أو المرقعة أو المسوح أو الدراعة أو الجبة التي تليق به لدى مثوله بين أيدي قراء هذا الزمان، على أننا لا نعتبر "الإسلام" في تسمية هذا الكتاب الضئيل ديناً أو عقيدة حسب، بل نعتبره مدنية كاملة شاملة، حافلة بكل معاني الحياة العقلية والثقافة الأدبية، وعلى هذا القياس الصحيح يكون الفلاسفة الإسرائيليون والمسيحيون بل أحرار الفكر ممن نشأوا وترعرعوا في كنف المدنية الإسلامية حكماء إسلاميين بحكم الفكر الوسط والثروة العقلية المشتركة.