وصف الكتاب:
دراسة تحليلية لخصائص وتأثير اللون في الطبيعة وفي سلوكنا وحياتنا اليومية.تذهب ريتا طانيوس في تحليله ااون نحو آفاق أبعد من الأفق السيمائي السحري له، لأنها تجعل منه سبباً من أسباب الحياة والعالم، إذ تنطلق من العناصر الأساسية المكونة للطبيعة أي التراب، الماء والنار، لتتابع وتفترض فتبني قاموساً بالغ الأهمية عن تحولات اللون وتفاعلاته عبر الحضارات المتعاقبة وعبر الحالات الانسانية. اللون ليس مجرد لون ، بل وجود ضمني مضموني و"ثيمة" اي الموضوع المحرّك ، أذكر على سبيل المثال الأصفر وهو لون تأريخي من الألوان الأصيلة وواحد من أكثر الألوان مجانسة للحياة الإنسانية ، بل ولحياة ما بعد الموت ايضاً ، نرى اللون بدرجاته وقد إستعان به المفكر البوذي ، وتجلبب به "رهبان التاو التيبت" أثناء تردادهم ما يسمى بالمانترا وذلك للخروج من ثقل الجسد ، وهذا هو حال الأصفر ، عامل مساعد على العنصر الخفيف في الوجود الثقيل للإنسان في هذا الكون . إذاً بدون الأصفر ستكون كل الألوان ثقيلة ولا وجود لها أصلاً ، لذلك أعدوه لوناً وجودياً روحياً ينطوي على حضور تفاعلي . لقد درست "ريتا" تجليات هذا اللون ابتداءً من وجوده الضروري في الميثولوجيا الدينية منطلقة من جذره الذهبي وهذا الجذر كما نعرف من القِدَم بحيث حوّل الأصفر إلى نوع من القدسية والثراء ، حتى أننا لنستنتج في النهاية ان الرموز الدينية لم تكن سبباً لوجود الأصفر ، بل كان هذا اللون بحد ذاته سبباً في وجود هذه الرموز الدينية"...