وصف الكتاب:
من أهم الكتب الفلسفية الخالدة التى أسست مبادئ القانون و الحقوق و الاجتماع و العلوم السياسية فى العالم. صدر عام ١٧٦٢ و كان له ثأثير فى التمهيد للثورة الفرنسيه بعده بعدة عقود. ذلك الوقت، كان من الخطورة المجاهرة بالأفكار الحره علنا، بالرغم ان كل ما أبدى فيه هو محاربة الرّق و عدم المساواه و النضال لحقوق الانسان و حقوق الأفراد و السيادة. كان كثير النقد للحياة الاجتماعية التى كان يراها حوله من الفساد و الظلم والأنانية وعدم توزيع الثروة. يبدا كتابه بوصف المجتمعات الاولى و كيف كانت مترابطة لغرض الأمن والحمايه من الأعداء و يقارن بمجتمع عصره. ثم ينتقد العبودية التى ضد إنسانية الانسان و كيف يرضى شعب من الشعوب ان يبيع نفسه تحت ملك ظالم. ثم يشرح الحال المدنية للإنسان كحق التملك لأي إنسان كان والشروط والأنواع لهذا الحق. السيادة موضوع اساسى فى هذا الكتاب حيث يُبين انها لا يمكن التنازل عنها او تقسيمها لانها ملك للشعب و ماهى حدود السلطة ذات السيادة المدنيه. ثم يربط القانون بالميثاق الاجتماعي و قوانين العهود البشرية و ان الأساس هو العدل و العدل فقط الذى هو المصلحه العليا للشعب. و يركز على أن اعظم خير للجميع و الذى هو غاية أي شريعة أو قانون هو الحرية و المساواة. ثم يبدأ فى سرد مفهوم الحكومة و السلطة وعلاقة الشعب مع سيده والاشكال المختلفة للحكومه كالديموقراطية و الأرستوقراطية ( حكم روؤساء الأُسر ) و الملكية و الحكومات المركبة والتى تكون السلطه فيها موزعه. نقطه هامه يتم الإشاره اليها هو انه لا يوجد شكل من أشكال الحكومة تصلح لجميع البلدان بسبب وجود فرق فى الحريات و الملكيات و الضرائب و القوانين المتبعة بل و حتى عامل الطقس و المناخ. مفهوم النواب و الممثلين يتم طرحه أيضاً حتى يكونوا حلقة الوصل بين المواطنين و الحكومه و تسهيل تقديم الخدمات. و يبين أن فكرة الممثلين هذه هى عصرية و أتت بسبب النظام الاقطاعي لان كل اقليم يريد خدمات بسبب ما يقدمه من ضرائب و الممثل هو المحامى و المطالَب بتلك الخدمات. أيضا يشير الى نظام التصويت و الانتخابات و مجالس الشعب و المحاماه عن الشعب و الرقابه المدنيه. كان يقارن كثيرا بالمواضيع المذكوره أعلاه بالإغريق و نظام حكمهم و كيف كانوا بذرة مايعرف اليوم بالنظام الديموقراطى الحديث. خلاصه: بالرغم من ان هذه المفاهيم التى أشار اليها روسو قد تطورت و تشعبت كثيرا فى العصر الحالى ( علم القانون و العقود و السياسه و الاجتماع) ، إلا أن طرحه إياها فى ذلك الوقت و قبل قرنين و نصف كان لها الأثر الكبير فى نشوء و تطور هذه العلوم و المفاهيم السياسية و الاجتماعية تدريجيا و تطبيقها فى أوروبا. فلاسفة كبار معاصرين ل جان جاك روسو أو من أتوا بعده قد تأثروا بكتاباته كديفيد هيوم، أدام سميث، إيمانويل كانط، جون آدامز، فولتير وغيرهم.