وصف الكتاب:
لفد انحرفنا عن مجرى الحضارة لأننا لم نقم بالتفكير الجدى فى معناها. وبالرغم من ظهور عدد وافر من المؤلفات عن الحضاره التى اقتصرت على شرح اصول الحضارة وتاريخها ، إلا إنها لم تقدم لنا رؤية هادية عن فلسفة الحضارة ومسيرتها عبلا الزمن ، إن المهمة الكبرى للفلسفة تكمن فى دورها باعتبارها دليلا للعقل العام وحارساً وكان من واجبها فى ظروف هذا العصر أن تعترف للدنيا بان المثل الاخلاقية لم تعد تسندها أية نظرية عامة فى الكون ، بل هى متروكة لنفسها، وعليها أن تشق طريقها فى العالم بقوتها الذاتية . لقد كان ينبغى ، عليها ان تبين لنا أن نكافح من أجل المثل التى تقوم عليها حضارتنا. إن الفلسفة لم تتفلسف فى الحضارة إلا قليلاً حتى انها لم تلحظ أنها هى والعصر الذى نعيش فيه يفقدانها شيئا فشيئا. إن الحارس الذى كان عليه ان يظل ساهراً يقظاً فى ساعة الخطر كان هو نفسه نائما وكانت نتيجة هذا اننا لم نناضل قط من اجل حضارتنا.