وصف الكتاب:
طرح سلام في بداية كتابه تعريف الإرهاب قائلاً انها كلمة مشتقة من معنى الرعب والفزع والخوف، والإرهابيون وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية. ان ظاهرة الإرهاب قد نشأت ـ تاريخياً ـ في حضن الممارسات الدينية لليهود وأن للحاخامات الذين وضعوا التلمود والبروتوكولات بديلاً عن الشريعة السماوية الموسوية بما يمكنهم من الشعوب الأخرى من غير اليهود ويفرد سيطرتهم عليهم ويحرض اليهود على تلك الشعوب غير اليهودية قد كان الأساس الذي تصدر عنه حركة الإرهاب الديني القديم الذي كان هدفه سياسياً وعنصرياً في حين انه يتستر خلف الدين. كما أوضح الكاتب إلى الدعاية اليهودية وسيطرتها على العالم اقتصاديا قد مكنتهم عبر التاريخ القديم من السيطرة على العالم من الناحية الإعلامية كما إن التلمود ثم البروتوكولات هما المصدر الرئيسي للفكر الإرهابي الديني والسياسي عند اليهود. كما خلص المؤلف إلى (حسب رأيه) إن الإرهاب الذي وقع على المسلمين يعود إلى مصادر فكرية إرهابية إنما هو من فعل جماعات الخوارج والقرامطة والزنج والشيعة الذين يعزى إليهم وضع الأساس النظري لفكرة الإسلام السياسي ونظام الخلافة وهو ما سنراه عند مناقشة فكرة الحاكمية ونظريتها التي حكمت فكر التنظيمات الإسلامية المنتسبة للأصولية في عصرنا. وفي مبحث آخر تكلم الكاتب عن اختلاف الفكر الإرهابي عن الإرهاب الفكري وأن كان الإرهاب الفكري ممهد لعمل الفكر الإرهابي وذلك حسب هذين النمطين: الفكر الإرهابي: يتسم بالدقة والتخطيط والتأني والمرحلية ووسيلته السلاح والقتل والتدمير والاختطاف والمفاجأة. الإرهاب الفكري: يتسم بالتسرع وعدم المنهجية والاندفاع والتبسيط ووسيلته التشهير والدعاية والإشاعة والكذب لتحقيق أهداف دون معارك. وأضاف سلام ان الإرهاب قد تفرع إلى أربعة اتجاهات أو أنساق رئيسة على الوجه الآتي: ـ النسق الإرهابي الماثل في الصراع السياسي الذي يعتمد على وسيلة الرعب بهدف تغيير نسق سياسي أو نظام سياسي آخر ويكون على هيئة صراع عنيف بين الحكومة وحزب من الأحزاب أو تكتل حزبي ضد الحكومة. ـ النسق الإرهابي الفوضوي بوصفه وسيلة يعتمدها المحكمون بصورة غير قانونية أو غير شرعية ضد الحكام الذين يمارسونها أيضا ولكن بصورة قانونية. ـ النسق الإرهابي الدولي بوصفه وسيلة تعتمدها دولة صد دولة أخرى في إطار صراعها السياسي والاقتصادي والفكري سواء شكل ذلك اعتداء ضد المواثيق والقوانين الدولية أو تستر خلفها من خلال قرار مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة أو استخدام حق النقض (الفيتو) وهو ما يشهده عالمنا المعاصر في العدوان الصهيوني اليومي على الفلسطينيين وفيما يجري في العراق وغيرها. ـ النسق الإرهابي للأفراد ضد بعضهم بعضاً في مجتمع ما تتفشى في ظاهرة العنف وتشتد بين الأفراد والجماعات كمحاولة إقصاء حاكم قائم وإحلال آخر قادم. كما انتهى إلى أن عناصر الفعل الإرهابي وفق تحديد خبراء مكافحة الإرهاب هي على النحو الآتي: عنصر الرعب، عنصر المقابل، عنصر الاستمرار، عنصر الدعاية. وعند مناقشة ظاهرة الإرهاب بين الفكرة والتخطيط ( بين الغاية والوسيلة ) وقفت طويلاً عند الأساس النظري الذي انطلقت منه صيحات الإرهاب لدى المنظمات الإسلامية حيث يتهمون المجتمعات الإسلامية بالجاهلية ومن ثم يخططون وينفذون عمليات استحلال للأرواح والأعراض والأموال بوصف هذه المجتمعات في نظرهم كافرة لأن المال مال الله والهدف منه الإصلاح وإعمار الأرض ويجب أن ينقل إلى أيدي المسلمين (الجماعات ) ليعمروا به الأرض لأن الكفار يفسدون الأرض بالمال. وذهب الكاتب الى القول ان نظرية اصطفاء الله للرسل والأنبياء تنفي نظرية الخلافة عند المودودي وقطب وغيرهما. وخلصت بعد تأمل لقوله عز وجل : ( وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكوننّ ظهيراً للكافرين ) الآية86 ـ القصص. إلى أن في هذه الآية الكريمة إبطالا لدعوى الإرهاب باسم الدين. ومن يفهم الكتاب على أنه نزل لمقصد آخر غير الرحمة بعباد الله فإنه لم يفهمه. وفي فصله الأخير أوضح الكاتب : ان الفكر هو المحرك للفعل وأن هناك خلطاً بين الإسلام كدين وبين الفكر الإسلامي، وهذا الخلط أوجد عدداً من الإشكاليات بين ما قرره الشرع في شأن العبادات وما فهمه أصحاب الفكر السياسي الديني بشأنها. وفي فهمهم لدور المسجد توجد إشكالية. وفي فهمهم لشروط الزواج في الإسلام إشكالية، وفي فهمهم لمصطلح الجاهلية وما يترتب عليه من اتهام المجتمعات الإسلامية بالكفر ومن ثم إباحة استحلال كل شيء بما فيها الدم والمال والعرض. وفي موقفهم من الوالدين وعدم المصاحبة إذا عصيا عضو التنظيم الإسلامي فيه إشكالية لذلك وازناً في هذا الفصل بين مفهوم الدين وهذه الإشكاليات تطبيقاً على النصوص وما يطرحه هؤلاء وانتهينا إلى أن هؤلاء يقولون بغير ما يقوله الدين في هذه المسائل المقررة شرعاً وأن منابعهم الفكرية ليست من السنة بل هي من جهود الشيعة الذين يعدون أول من زرع الإسلام السياسي في العالم الإسلامي. ومن تبعية مطلقة لتفسيرات خاطئة للمودودي أو لسيد قطب ومحمد قطب. وعند مناقشة مسألة الحاكمية وترتيبات البيعة وفقاً لشروط الفقهاء وأهمها شروط عقد البيعة في عرف المودودي نجد أنها تستحيل إلا بخلو مقعد الحكم من شاغله ( الحاكم ) بموته أو بعزله شرعاً. ومن هنا فإن البيعة للبنا أو لعمر عبد الرحمن أو لشكري مصطفى أو لشوقي الشيخ أو لأي واحد تنطبق عليه شروط عقد البيعة غير صحيحة لعدم خلو مقعد الحاكم. من ناحية ولعدم الإجماع أو الغالبية المؤكدة لعقد البيعة للوالي أو الحاكم بناء على اقتراح فردي.