وصف الكتاب:
يعالج هذا الكتاب ظاهرة الدين من وجهة نظر العقل الديني، الذي ينكر أي بعد اجتماعي في الديانة، وكذلك من وجهة نظر العقل الوضعي، الذي ينظر إلى الدين كظاهرة اجتماعية مصنوعة داخل العالم. يرادف العقل الديني بين معنى المطلق ومصطلح الله. إن تصورات العقل الديني المتعدّدة حول المطلق هي ما تعنيه هذه الدراسة بمصطلح اللاهوت. كيف يمكن فرز ما هو اجتماعي عن ما هو إلهي؟ وكيف يمكن تعيين المطلق في ذاته؟ وكيف يكون هذا التعيين ممكناً داخل العالم؟ هذه الأسئلة ليست مجرد صياغات جديدة للسؤال التقليدي عن وجود الله والبرهنة عليه؛ بل هي منهجية مختلفة في مقاربة المسألة الدينية؛ منهجية تجمع في صعيد واحد بين التجريبية الاجتماعية والفلسفة الكلامية، كي تتجاوزهما معاً. يناقش الكتاب اللاهوت الإسلامي على مستويين: 1- بما هو شق من نسق تدين عام هو النسق التوحيدي. 2- في ذاته. حيث ينصب النقاش على مادته الموضوعية وعلاقتها بمناخه الاجتماعي الخاص: كيف صدرت عن هذا المناخ في حقبة التأسيس؟ أو كيف تكونت، بتأثير المناخ، على هيئتها الممايزة لمفردات النسق العام. وكيف انتسبت أصلاً إلى هذا النسق رغم تمايز المناخ؟ ثم كيف صارت في حقبة التدوين الكلامية؟ ما الفرق بين لاهوت المؤسس ولاهوت الفرق المتعددة؟ وأين تطور اللاهوت الإسلامي عند لحظة التدوين؟ وكيف تأثر التطور بالمثيرات السياسية والثقافية الجديدة؟ وأخيراً هل تطور هذا اللاهوت على المستوى المدرسي أو الشعبي بعد مرحلة التدوين؟ هل أبدى أي نوع من الاستجابة للمثير الحداثي كما فعلت المسيحية الغربية؟