وصف الكتاب:
لا بد من الإقرار بأن الإستشراق لم يكن واحداً، وأن فيه إيجابيات كثيرة أفادت منها المجتمعات الإسلاميّة والعربيّة، ولكن لا بدّ من الإقرار أيضاً بأن هذا الإستشراق لعب الدور الأساسي في تقديم صورة نمطيّة عن العرب والمسلمين، فقدّمهم على أنهم شعوب متخلّفة وعنيفة، وأن دينهم، أي الإسلام، يحضَّ على العنف، وأن هذا العنف بنيوي، سواء في المصادر الدينيّة أو في البنية الشخصيّة. وقد حاول عدد كبير من المستشرقين والمستغربين تعديل هذه الصورة، ولكن ما حصل في 11 أيلول/ سبتمبر، وما تلاه من شعارات "الحرب على الإرهاب" أعاد إلى الواجهة هذه الصورة النمطيّة، وصار أكثر إلحاحاً سواء على الغربيين (وهم ليسوا واحداً)، كما على المسلمين (وهم ليسوا واحداً)، طرح إشكالات لا تتعلق فقط بالعلاقة بين الإسلام والغرب، وإنما أيضاً بمواجهة الأسئلة الأبعد، تلك الأسئلة المتعلّقة ببنية الدين الإسلامي وتراثه، وأيضاً ببنية الحضارة الغربية وتراثها المسيحي. في هذا الكتاب تُناقش الدكتورة "ريتا فر ج" بعض هذه الأسئلة: -هل العنف بنيوي / مصدري في الإسلام؟. -هل أن التأويل السياسي للدين هو ما وحّد بين الدولة والدين؟. -هل أن الصدام بين الغرب والإسلام نتيجة لرغبة الغرب في السيطرة على بلاد المسلمين، أم أن المسلمين يهدّدون الحضارة الغربية؟. -هل أن النقد التاريخي للتراث الإسلامي يشكّل خطراً على الدين الإسلامي أم على حركات الإسلام السياسي؟