وصف الكتاب:
اشتهر الشعب اليوناني - دون غيره من الشعوب - بالتفلسف بعد أن بدأ بممارسته مبكراً وأنشئت لأجله المدارس والأكاديميات، فإذا كان المزارع يحرث الأرض ويزرع الزرع فينبت ويخّضر ثم يصّفر معلناً عن وقت حصاده، فإن هذا ما حصل للفلسفة فقد تطورت وازدهر تبعد مرورها بثلاث مراحل فلسفية كبرى: "المرحلة الأولى عرفت بالفلسفة الطبيعية، نتيجة للموضوعات التي ناقشتها، ذات الإرتباط الواسع بالطبيعة والكون واشتهر من فلاسفتها، كل من: هيراقليطس، فيثاغورس، برمنديس، وغيرهم"، "في حين عرفت المرحلة الثانية بالفلسفة بإسم الإلهية أحياناً والمشائية أحياناً أخرى، بسبب الموضوعات التي صارت تناقشها، والتي ارتبطت بالإنسان، وقد اشتهر في هذه الفترة كل من: السفسطائيين، سقراط، أفلاطون وأرسطو"، "أخيراً مرحلة المذاهب، التي ظهرت بعد وفاة أرسطو، واشتهر منها، كل من الرواقية، القورنانية، الكلبية، الأبيقورية". وقد اهتمت هذه الفلسفة بالقيم ككل، والأخلاق بخاصة، مما يجعلنا لا نستطيع تجاهلها، ونحن بصدد الحديث عن مشكلات هذه الفلسفة وأعلامها - غير أنه لا بد من الإعتراف بصعوبة تناول الموضوع من زواياه المختلفة.