وصف الكتاب:
الكتاب يطرح موضوعاً جديد التوجه والتناول في الدراسة والبحث والاستقصاء، ويفسح من خلال دراسته التحليلية المجال أمامنا لكي نكوّن رأياً خاصاً بنا في الأحداث التي تقع في العالم المعاصر اليوم ويساعدنا على فهم الأحداث، وضم الكتاب على خمسة أبواب، الباب الأول: خصص للعلاقة الجدلية وفلسفة التاريخ ويتضمن ثلاثة فصول وكل فصل يتكون من عدد من المباحث: الفصل الأول: خصص الفصل الأول لدراسة العلاقة الجدلية بين السياسة الدولية وفلسفة التاريخ، وهو بمثابة مدخل للموضوع، ويتكون من أربعة مباحث، المبحث الأول يتناول العلاقة الجدلية بين الأحداث بالاستناد إلى العامل الزماني والمكاني، محاولاً فيه بيان كيفية وقوع الحدث وارتباط الأحداث ببعضها البعض من حيث الخلفية التاريخية، وتأثير النظرات المستقبلية عليه، والعمل على ازدياد إمكانية التنبؤ بالأحداث في المستقبل، من حيث هو غاية فلسفة التاريخ. أما المبحث الثاني، فتطرق إلى العقل الإنساني ودوره في صناعة الحدث، وفسرت فيه دور الفعل الإنساني بوصفه عاملاً مهماً وأساسياً في صناعة أي حدث ذي طابع إنساني، وفيه محاولة -وإن كانت بصورة ضمنية- الإجابة على غائية أو عدم غائية التاريخ. وبما أن الزمن لا يتوقف، وتوقف الزمن ليس للإنسان يد فيه، لذلك تستمر الأحداث ويسبب هذا الاستمرار شيخوخة بعض الأحداث وولادة أحداث جديدة. وينتج عن ذلك علاقة جدلية بين القديم والجديد، حيث يعمل الجديد على التخلص من القديم مع الاستفادة من الجوانب التي يتلاءم معها، وفي الوقت نفسه يحاول القديم إعاقة عمل الجديد، وخصص المبحث الثالث لهذه الجدلية: جدلية الجديد والقديم، متأثراً بالعامل الزماني والمكاني والطبيعة البشرية، وبالنتيجة تنشأ عن ذلك ما يسمى بروح العصر، أي تضفي هذه الجدلية طابعاً خاصاً لروح العصر وبواسطتها نتمكن من تمييز عصر من عصور آخرى أو مرحلة تاريخية معينة من المراحل التاريخية الأخرى. وروح العصر ليس بعيداً عن الجدل السياسي الذي يدور دائماً بين الجديد والقديم، والذي يستند بدوره إلى تاريخ الأفكار الذي يحتوي على ماضي الإنسان المنصهر بالعقل والفكر مع التلاصق بوجهة النظر البشرية للأحداث، فضلاً عن التخيلات التي يتخيلها العقل للمستقبل، ولذلك خصص المبحث الرابع لروح العصر والجدل السياسي. الفصل الثاني: يتناول هذا الفصل المكونات الروحية والعقلية للحضارة. أي الجوانب المتعلقة بالفكر والعواطف الإنسانية، وضم خمسة مباحث: المبحث الأول يتناول دور الدين في الحضارة، لأنه كما هو واضح في فلسفة التاريخ فإن لكل دين جديد حضارة جديدة، ونوقشت فيه الآراء والأفكار التي طرحت حول هذا الموضوع. وخصص المبحث الثاني في أهمية الفلسفة في نشوء وسقوط الحضارة. لأن لكل حضارة فلسفتها الخاصة التي يبنى عليها قيمها وتوجهاتها. فانهيار الفلسفة أو عدم استطاعتها مواكبة التطورات، تؤدي إلى انهيار الحضارة، لأن لكل مرحلة حضارية حاجات فلسفية معينة تختلف عن المراحل الأخرى. فالفلسفة تؤدي إلى نشوء الحضارة، وهي الفلسفة التي تسبب انهيارها، بسب ظهور وبروز الأحداث والأنماط الجديدة للحياة. أما المبحث الثالث فنوقش فيه تأثير القيم والمعتقدات على الحضارة، والمكونات التي تزود الإنسان بالطاقات التي يمكنها من معرفة بيئته والإلمام بمجتمعه ومكوناته الطبيعية، ويتجمع لديه كم هائل من المعلومات ليسمى الثقافة. وخصص المبحث الرابع لدور الثقافة في توطيد أركان الحضارة. أما المبحث الخامس فيتناول اليوتوبيا وحركة التاريخ، والتأكيد على أن الإنسان بحاجة إلى اليوتوبيات لكي يستمر في الحياة، أو على الأقل بجعلها على الشكل التي يريدها هو، أو لإحياء الوقائع الجميلة في الماضي، وهذا ما جعل البعض يعد اليوتوبيا وسيلة لنقد الأوضاع الراهنة، التي لا يستطيع الإنسان انتقادها بسبب القيود التي تكبله. وقسم هذا المبحث إلى قسمين، في القسم الأول تطرقت إلى اليوتوبيا بين الوهم والواقع، وفي القسم الثاني ناقشت العلاقة بين اليوتوبيا والأسطورة ودورهما في الحضارة الإنسانية، حيث أن لكليهما وجهين، وجه حسي ووجه عقلي، وكلاهما يتعامل مع العقل والروح البشرية. الفصل الثالث: يتناول هذا الفصل كيفية تحويل الأوهام والأفكار إلى الحقائق، ويتكون من أربعة مباجث. يتناول المبحث الأول الإيديولوجيا والحضارة بالاستناد إلى الطبيعة البشرية والصراع بين ذاتي الإنسان (أي الذات الفردية والذات الاجتماعية)، ومحاولة الإيديولوجيا تنظيم هاتين الذاتين. فحينما تعمل الإيديولوجيا على تفضيل الجانب الاجتماعي وتهمل الجانب الفردي، يكون توجه النظام بصورة عامة توتاليتاريا، أي شمولياً، وبعكس ذلك عندما تعنى بالجانب الفردي وتؤكد على الحقوق والحريات الفردية، فجينئذ تكون وجهة النظام السياسي وجهة ديمقراطية، لذلك خصصت المبحثين الثاني والثالث، وللإيديولوجيا والتوتاليتاريا، وكذلك الديمقراطية، الإيديولوجيا المضادة لتوتاليتاريا على التوالي، والمبحث الرابع والأخير في هذا الفصل خصص لتأثير الإيديولوجيا في العلاقات بين الأمم، حيث الدول ذات الإيديولوجيات المتشابهة تتجاذب نحو بعضها