وصف الكتاب:
وذات يوم جاءه خطاب يسأل عن السعادة فكتب يقول: سمعت وأنا صغير عن السعادة، سمعت أنها منحة عظيمة ليس في الدنيا أعظم منها ومع ذلك لم يتفق اثنان على معناها. قال لى أبى إنها في المال وقالت لي أمي إنها في الصحة وقرأت في الكتاب أنها المعرفة ومرة أخرى قرأت أنها الحب، ومرة القوة والجاه والسلطان وفى النهاية قلت هناك حقيقة واحدة صادقة إن السعادة حلم يحلم به كل الناس ويسعى إليه كل الناس. لخص الفلاسفة الحياة فقالوا مجرد بحث عن السعادة وجري خلف اللذة وهكذا وجدت طريقي أن أعمل لكي أكون سعيدًا، وفى سنوات قليلة كان عندي المال والصحة والقوة والحب والمعرفة ولكني لم أصبح إنسانًا، بل أصبحت إنسانا ملولا، ضجرًا، لا طعم للحياة في فمي، فقدت الشهية، فقدت الحماس، هل هو التسمم الذي ينتج عن الشبع والكسل الذي ينتج عن التخمة. لا أظن، لقد جربت الجوع والزهد والصلاة وجربت كل ما قيل إنه يسعد لكنها كانت تنتهي كلها إلى نفس النتيجة. توصلت إلى أن السعادة ليست في المال ولا الصحة ولا القوة، السعادة لا تأتي بالطلب، السعادة حالة من الانسجام الذي يسبح في النفس حين يكون. السعادة راحة يحس بها رجل يعمل عملا اختاره واجبه، حينما يكون للمال وظيفة يمكن أن يكون سببًا في السعادة، وحينما تكون الصحة لها استخدام عند صاحبها تسعد. السعادة ليست في أشياء بعينها، ولكن في استخدام هذه الأشياء لأهداف سليمة.