وصف الكتاب:
هي ضوضاء منتظمة ، يصنع انتظامها تقارب وتباعد درجاتها ، فالسلم الموسيقي مؤلف من سبع درجات وضعت من خلال استقراء الصوت البشري ، وهي على التوالي ( دو ري مي فا صول لا سي ) ، والفرق بين درجة ودرجة ليس بارتفاع الصوت ، بل بارتفاع الطبقة ، فنستطيع أداء أعلى درجة بأدنى صوت ، كأن نهمس بصوت يبدو غاضبا في أذن أحدهم . وان قابلية الإنسان على لفظ عدة درجات متتالية تصل إلى 14 ـ على سبيل المثال ـ يسمى المساحة الصوتية ، ومن الخطأ أن نعبر عن حالة موسيقية بقولنا (ارتفاع الصوت وانخفاضه) لان الموسيقى غير معنية بارتفاع الصوت وانخفاضه . وان تأليف قطعة موسيقية بتشكيل عدد من حروف السلم الموسيقي ،لا تلزم المؤلف بالتكرار مثل الإيقاع ، أي ان الموسيقى غير معنية بالتكرار المستمر، يضاف إلى ذالك عدم ثبات زمن الحرف الموسيقي ، فبإمكان المؤدي أن يطيل زمن الحرف الواحد إلى عدد غير محدد من الثواني بقدر طاقته الأدائية ، فالمطرب يستطيع إطالة حرف ( الألف) في كلمة ( يا ليل) إلى عشر ثوان وربما أكثر . وما يجدر التنبيه إليه في هذه الإطالة ،هو إن الإيقاع ينزلق من تحت الموسيقى ، فهو لا يتوقف منتظرا المؤدي مثل الشعر ، إذ أن الشاعر عندما يطيل حرفا لزمن أطول في الإلقاء ، نجد الإيقاع يتوقف ، فإطالة حرف أو مده في أداء الشعر لا تزيد من وحدات التفعيلة أو تغيّر ترتيب حركاتها وسكناتها في الشعر العربي .