وصف الكتاب:
الشاعر في هذا الديوان ينزع إلى استعراض حالة الإنسان في ظل هذه التحولات العنيفة والخطيرة ؛ لنراه وقد مد جسور قصائده ليلوح لذلك المد المتعاظم من ألم الإنسان وحزنه. لا يبتعد الشاعر الخطراوي كثيراً عن هذا المفهوم حيث يوظف العديد من الصور التي تعكس تعلقه بالمكان «العقيق» ذلك الوادي الذي أصبح له معالمه الواضحة في شعرية القصائد، لنراه وقد استبطن فكرة المكان كملهم؛ بل إنه لم يشأ أن يطرق «المكان» بوصفه حالة تقيم فوقها رحابة التاريخ إنما جعلها عدة صور تؤكد حاجة «الإنسان الشاعر» إلى هذا الاستبطان الدلالي للمكان. مدخل الديوان شعرياً يعكس ربما ما ذهب إليه وما ذكرناه وهو «شعر العشق» لدى «الخطراوي» حيث ساق في قصيدة «رسالة إلى عروة بن الورد» عواطفه النبيلة نحو المكان «يثرب» وما حوته من تاريخ يعد بحق مادة لا تنضب ولا تبلى رغم تقادم عهدها؛ ففي القصيدة بعد تصويري لفضاء العلاقة بين الشاعر وعالمه ممثلاً بما استدرجه من التاريخ العربي الذي سجلته مدينته