وصف الكتاب:
يمثل الانزياح في أبسط تجلياته المفهومية، بؤرة التَّشكِيل اللغوي الذي يمدُّ النصوص صفتها الأدبية أو الشعرية/الجمالية. ومن هنا يكون الانزياح عن المألوف الخصيصة الجوهرية التي تمكِّنُ اللغة من الخروج عن طابعها التواصلي الاعتيادي إلى لغةٍ أدبيةٍ شعريةٍ، بحيث تنفتح اللغة- في هذه الحالة- عبر ظاهرة الانزياح على عدة خصائص أسلوبية تعدُّ الملاذ التفردي عند الأداء المميز للغة، حين يخرج المبدع بمختلف ممارساته اللغوية غير المباشرة عن النسق اللُّغوي المألوف وأعرَافه الوفية للمدونات النقدية التي تسعى إلى توجيه الخطوط الإبداعية نحو قوانين ومفاهيم منمطة في قوالبَ نقدية معينة. فيصبح مصطلح الانزياح- من هذه الزاوية- هو السمة الأساسية أو الخلطة السرية المساهمة في تكوين الظاهرة الشعرية التي ظلت ومازالت تأرق الخطابات النقدية على مرِّ العصور، لأنها تمثل هوية كلَّ نصٍّ أدبي، بل لا يمكن أن يكون أدبيًا إلاَّ إذا ارتدي عباءة الاختلاف بكسره التصورات المنطقية الجاهزة في قوالبَ موروثة دون أن يدخل في خانة اللحن والخطأ.