وصف الكتاب:
يعد تحول الإنسان إلى الحياة الاجتماعية هو تحول يدين في أساسه إلى صفات التفاعل وإلى قدرة الاتصال المتطورة التي يتمتع بها الإنسان في علاقاته الإنسانية (Human Relation) وهي تلك العلاقات والتفاعلات بين فردين أو أكثر ولاسيما العلاقات النفسية والاجتماعية والتي تؤدي إلى تحول الفرد من مرحلة الانعزال والانغلاق حول النفس إلى مرحلة الانفتاح على الآخرين والمؤسسات الاجتماعية. ولقد أكد فروم بانَّ الانتماء: هو حاجة ضرورية يجب إشباعها ليقهر الفرد عزلته وغربته ووحدته وعلى الرغم من اختلاف الأفراد في منهجية التفكير والتحليل إلا أن الانتماء هو أحد الحاجات النفسية والاجتماعية المهمة في حياة الفرد. لها مصدرها الناشئ من الميل إلى الآخر، أي إحساس الفرد بالرغبة في انه ينتمي إليه سواء كان هذا الآخر أسرة، أو أصدقاء، أو وطن ولها هدفها الذي ترمي إلى تحقيقه والمتمثل في الوصول إلى حالة من الأمن النفسي وقد أشار الفارابي إلى أنَّ الإنسان يحتاج إلى غيره من بني البشر لسد أو إشباع حاجاته الأساسية وهذا لا يتحقق إلَّا من خلال الانتماء عن طريق السلوك الاجتماعي التفاعلي الذي ينبغي أن يتم بينهم.ويؤكد الفيلسوف (ابن خلدون) على أنَّ الاجتماع الإنساني ضروري وبذلك يتفق مع كل من (أرسطو، والفارابي) بوجود أساس فطري نفسي للحياة الاجتماعية.