وصف الكتاب:
حِكايةُ جِدارٍ أَبْيَضَ كان يشكو من الفراغِ والضَّجَرِ. لكنَّ الطبيعةَ وكائناتِها حَوَّلَتْهُ إِلى لوْحاتٍ جميلةٍ. لقد تعاونَ الفجْرُ والعصفورُ والنملةُ والطابةُ اللعوبُ والقلمُ والكتابُ، وشكَّلوا على امتدادِ سطْحِهِ العريضِ، لوحةً زاخرةً بالأَشكالِ والأَلوانِ والعباراتِ الجميلةِ. وبذلكَ تغيَّرَ وجهُ الجِدارِ مِنَ الكآبَةِ إِلى الفرحِ وأَصْبَحَ مُلتقًى لِلأَطفالِ ومكانًا لرسوماتهم البريئةِ. تنبَّهَ تُـجارُ المدينةِ إِلى أَهميَّةِ الجِدارِ، فاستغلُّوهُ وحَوَّلوهُ إِلى مساحةٍ لإِعلاناتهم التجاريةِ. وشيئًا فشيئًا تشوَّهَ وجهُهُ الجميلُ وغطَّتْهُ لوحاتٌ إِعلانيةٌ قبيحةٌ. لم تَسْكتِ الطبيعةُ على هذا التَّشْويهِ، فجاءَ الشتاءُ بأَمطارِهِ ورياحِهِ فَغَسَلَتْ كُلَّ القبحِ الذي التصقَ عليهِ وأَعادَتَهُ صفحةً بيضاءَ... وعادَ إِليهِ الأَطفالُ بأَقلامهمِ الملوَّنَةِ، ليعودَ مرةً أُخرى جِدارًا مِلْؤهُ الحياةُ والفرحُ.