وصف الكتاب:
أدركنا في موسكو أن هناك كتبًا مسموح بها وأخرى ممنوعة، وعرفنا الطريق إلي السوق السوداء التي تباع فيها سرا وبالهمس الكتب الأدبية المحظورة رسميا، كتب الأدباء والشعراء الذين غضبت عليهم السلطات السوفيتية، وكانت القائمة طويلة تضم أسماء الشاعرة آنا أخماتوفا وزوجها نيكولاي جوميليوف الشاعر الذي قتل في محاكمة صورية بتهمة ملفقة، والقاص العبقري أندريه بلاتونوف، والروائي المذهل ميخائيل بلجاكوف صاحب الرواية العبقرية «المعلم ومارجريتا»، انتهاءً بالكاتب الساخر ميخائيل زوشنكو الذي كان يسخر بلا هوادة بكل المظاهر السلبية فأجبرته الدولة على الصمت وكسرت قلمه بعد حملتها على المبدعين والعلماء عام 1937، وكانت الدولة تطبع من أعمال أولئك الأدباء عددا محدودا من النسخ تباع بالعملة الصعبة بينما كانت كتب بريجنيف سكرتير الحزب تطبع بملايين النسخ. وكانت فكرتنا عن الانسان الروسي أنه عابس لايميل إلي المزاح، فاكتشفنا أن تلك قشرة خارجية، يحتاج المرء إلي كسرها لينفذ إلي الروح الروسية المولعة بالفكاهة، كما يكسر الروسي سطح نهر الفولجا الجليدي في الشتاء ويسبح في مياه العمق الدافئة