وصف الكتاب:
الوقائع والعبارات يستشعرها الدكتور رفعت سعيد تناوشه، تغالبه فيغلبها وتفرض نفسها عليه وعلى سطح ذاكرته، وتفترض أنه قد آن لها أن تخاطب الآخرين، وبرغم كل شيء يبدأ الكتابة ليسكب على هذه الصفحات مذكراته، أو هي بعض ذكريات، فالمساحة شاسعة بين المذكرات والذكريات، وتزداد اتساعاً إذا ما أخضعت لعملية انتقاء صارمة، بأمل التجاوب مع ما هو "جدير بالمعرفة"، بالنسبة للقارئ. وما يرويه الدكتور سيد في هذه المذكرات هو رؤيته الشخصية للحدث أي في حدود ما رأى ما علم وسمع وفهم من موقعه كسياسي، أو حتى في حدود ما توهم هو أنه حقيقة من موقعه الحزبي. وقد عانى في حياته ثلاثة أنواع من الكتابة: كتابة التاريخ، والكتابة السياسية، ومحاولتين يتيمتين لكتابة الرواية، وهو عندما كتب المجلدات الخمسة لتاريخ الحركة الشيوعية المصرية حاذر وتعمد ألا يرد اسمه في أي منها، وها هو في مذكراته هذه يقع فيما حاول الابتعاد عنه، وها هو يضطر للكتابة عن نفسه، يكتب عن ذكرياته بأسلوب روائي يشدّ القارئ لمتابعة أحداثه، وبأسلوب أدبي يجعل للأحداث السياسية ظلالاً لطيفة، وبأسلوب فلسفي تجعل من المذكرات نظرات متأملة. وفي هذا الجز وهو الثاني في (مجرد ذكريات) يعود الدكتور رفعت سعيد لمتابعة ما كان، لكنه هذه المرة يختلف كثيراً عما كان في القسم الأول، هنا يكون قد خاض تجارب عدة، ويتحدث عن اشتباكات مع ما هو عام... في مصر... والبلاد العربية والعالم. من الاتحاد السوفيتي، هذا الذي كان ملء السمع والبصر، وعبر عواصم عربية وعالمية عدة، فيكون بذلك قد حاول أن يقدم شهادته على أحداث شغلت البال كثيراً ولم تزل. يحاول الدكتور رفعت في هذه المذكرات أن يقدم شهادته كما رآها، أو كما تصورها.