وصف الكتاب:
لم تكن حسناء حسب مفاهيمنا الجمالية التقليدية. ولكنها كانت جميلة للغاية. تمتزج خطوطها وانحناءاتها بانسجام رفائيلي، فمها صنعه نحات ماهر عرف كيف يرسمه في خط واحد متحرك يختلط فيه الفرح كله مع العذاب كله. عملت بسرعة وهوس فقد كنت مدركاً بأن إذعانها لم يكن كلياً، ارتعشت وأنا أقرأ في تلك العينين الواسعتين الخوف والرغبة في معرفة المجهول، حزن التجربة المرّة الذي يكمن في جذور كل متعة، الشعور العفوي المكتمل بكونها سيدة نفسها، مثل هذه المخلوقات توهمنا بأنها تخضع لنا حين تمنح نفسها،ولكنها في الواقع تخضع لنفسها فقط، تكمن فيها قوة تفوق قوة البشر العادية- فيها شيء حيواني مقدس. أعمل الآن بحرية أكبر، وبشكل أفضل. ولكن عزلتي مازالت تؤرقني. في الواقع، كنت محاطاً بالعديد من الشابات والفتيات ذوات العيون التاهيتية النقية، وبعضهن كن على استعداد لمشاركتي حياتي، إلا أنني لم أجرؤ على الاقتراب منهن، لقد أربكتني الثقة في نظراتهن، والكبرياء في مشيتهن، والاعتزاز في تمايلهن.