وصف الكتاب:
هناك سببان جعلاني أوافق على إعادة طبع هذه القصص. أحدهما أنها نُشِرت أصلاً فـي انكلترا بُعيد الحرب العالمية الثانية، فـي أشد الأوقات شؤماً. لم يكن ثمة ما يكفي من الورق، فبدت الطبعة المحدودة هَرِمة قبل الأوان، وعانت من نقص المراجعين والقرّاء. والسبب الأهم عندي أن هذه القصص حطّمت القوالب واستخدمت تقطير الشعر. وأنا أشعر أن التقويم المعاصر لها قد يأتي أقرب إلى هدفها. ويومياتي، التي تحتوي الفترة التي كُتبت هذه القصص خلالها، وتقدّم الشخصيات غير المقطّرة، الإنسانية والحقيقية التي منها استُّمِدّت، سوف تلقي ضوءاً جديداً عليها. فاليوميات تزوّد القارئ بمفتاح الأشكال الأسطورية وتؤكد ما قد بدا ذات حين من التخيّل الخالص. ومثل هذا الزواج بين الخيال والواقع ــ أو الخيال بما هو مفتاح للواقع ــ إنما هو موضوع معاصر. وبعض القصص عن أناس أصبحوا معروفين جيداً وأثّروا فـي حياتنا الحاضرة. وهم سيبدون الآن أكثر ألفة. وأنا أتذكّر دائماً ما وقع بين ديبوسي وإريك ساتي: قال ديبوسي لساتي إن مؤلفاته ليس لها شكل. فأجابه ساتي بأن أطلق على أحدها: سوناتا فـي شكل الكمثرى.