وصف الكتاب:
هذه المدينة الحجرية جادة أكثر من اللازم، ومستقيمة أكثر من اللازم. صممت لأناس يكون البيت مأواهم الأول والأخير، بعد عمل يوم طويل. ولأنه شرقي تعود أن يقضي شطراً من استراحته خارج البيت، تعود الرفاق والمقهى والحانة والسير في الدروب الضيقة وحلزونيات الحياة العلنية والسرية، فقد كان يحس بشيء يفتقده في هذه المدينة المغلقة المكشوفة، ولاسيما وأنه في حالته العاطفية الراهنة، والمختصرة إلى تلك السويعات التي يقضيها إلى جانب سرير ابنه. كان يحتاج إلى ما يستند إليه، ويبدد قتام وحدته. الشوارع عريضة، والبيوت عالية، مكعبات ومستطيلات من الحجارة والإسمنت والزجاج، والفراغات هائلة، والمسافات جبارة يتيه فيها الإنسان الوحيد، إذا لم يكن له دور في هذا الزحام الهائل العجول الراكض إلى غايات شتى. يحس بالضآلة وانعدام الوزن.
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني