وصف الكتاب:
واجه الإنسان حين بدأ يحاول تفسير العالم، بطريقة علمية، مسألتين أساسيتين: 1-مادة الوجود، 2-كيفية المنشأة. والبحث في الثانية متفرع على البحث في الأولى، إذ لا يمكن تصور صدور الشيء عن مادته بغير تصور الطريقة التي صدر بها. وهكذا كانت أولى النظريات التي صاغها الفلاسفة عن أصل العالم هي في الوقت نفسه نظريات في مفهوم الحركة. هذا المفهوم شكل مدارا عقد حولها الفلاسفة اليونان ابتداء دراساتهم فكانت هناك نظريات في الحركة الجوهرية لم يغفل عن الخوض فيها الفلاسفة المسلمين. وقد مثلت واحدا من أحد منجزاتهم المهمة. وهذا الكتاب يتناول نظرية الحركة الجوهرية تحديدا عند الشيرازي، وذلك من خلال دراسة قسمها الباحث ضمن أربعة فصول. استهلت بعرض موجز لمفهومي الحركة والجوهر في الفلسفة القديمة: الإغريقية الصينية-والإسلامية لإحاطة القارئ بمدار البحث، تلا ذلك فصل مكرس للتعريف بالشيرازي وفلسفته وخصص الفصل الثالث لدراسة نظرية الحركة الجوهرية. واختتم الكتاب بفصل نقدي استقصى فيه الباحث مواطن الإصابة والخلل في النظرية، في ضوء المفاهيم العلمية والفلسفية المعاصرة. وقد اعتمد الباحث في دراسته لنظرية الشيرازي هذه على مؤلفاته الرئيسية كالأسفار الأربعة وشواهد الربوبية ومجموعة رسائله الفلسفية.