وصف الكتاب:
هدية محب للمحبين من خمائل الحب الإلهي. والحب الإلهي هو الحب الشرقي وهو الحب المشاعي وما هو حب الشعراء ولا هو حب التجار. المرأة فيه كائن روحي. والمحبوب زوجة أو حبيبة كونية أو أم فقيدة أو ابن برور يرحل وترحل معه مخايل النجابة والنبل. والنجابة والنبل قطوف من حدائق الحب الإلهي حب الشرق حب المشاعيين لا حب الشعراء ولا حب التجار. ومحبوبنا إله أينما كان وأينما أقام لا تحجبه عنا سماوات ولا أرض. أما سمعت قوله: الحمد الله الذي لا توارى عنه سماء سماءً ولا أرض أرضاً؟ وهل هي هدية المستريح من عناء السفر؟ أو غبار الوقائع؟ ولكن من يحسبها كذلك ونحن نخوض المعامع منذ البدء والبدء في نقطة الباء وهي نقطة الدم فيها يمتشج الميلاد، يسوع ولاوتسه، ماركس وغوته، الحسين بن منصور ويوهانسون. وتزول البلبلة فيتخاطب الجميع بلسان الوجد والوجد هو الميلاد والميلاد هو العدم. حظ مستطيل ممتد ينتظم الأفق المفتوح على نقطة الدم وهي نقطة الباء ونقطة الباء في هياكل النور السهروردية تتوهج بالوجد فتنجب وبالقوة فتنتج بالميلاد فتنفتح على عالم رحيب يكون فيه المحب فقيراً والفقير محباً، وإذا بالأرض تربو وتهتز فتنبت من كل زوج بهيج دامي فيغتني الفقير ويشبع الجائع ويصبح الضعيف حاكماً والمحكوم سيداً لكن لا الضعيف يحكم ولا المحكوم يتسيد وإنما هي خطرة ثم فكرة ثم تقر العين بزوال الحجاب ومثلما يتحد الموت بالولادة يتوحد المحب بالمحبوب وتزول دواعي العبودية وتكون العزة للناس. وتلك هي غاية الحب وشوط المحب ومنتهاه. حدائق الوجد أعطيناك منها أيها المريد هذه الزهور البهجة الفواحة بالفن الرفيع والأدب العالمي والوجدان النظيف بعيداً عن قالت السمراء وازدحمت المنتجعات واستعربت الثقافة المترجمة لأنها آتية من ينابيع الحكمة الشرقية.