وصف الكتاب:
أتت جماليات التلقي بتصور جديد لمفهوم العملية الإبداعية، وطرق فعالية القراءة، حيث أعادت النّظر في العلاقة بين النّص والقارئ حيث يكون المعنى هو الأثر النّاتج عن الفعل المتبادل بينهما. وليس بالإمكان تصور تلك العلاقة إلا على تلك الصورة، إذ لا يمكن الفصل بينهما، وقد شكّلت هذه الخطوة نقلة نوعية في تاريخ النّقد الأدبي، إثر تركيزها على القارئ وتفاعله مع النّص. مما لا ريب فيه أن القراءة المنتجة ليست لك الممارسة البسيطة التي يمرر فيها بصر القارئ على سطور النص الأدبي، إنما هي ممارسة خاصة تتطلب جهازاً مفاهيمياً وإستراتيجيات محددة لقراءته، إذ لا يوجد للنص ما لم تتم قراءته؛ لأن القارئ يضمن حياة النص حين يرقى بعملية القراءة إلى مدارج المعايشة الحميمة لفسيفساءه، والتمثل العميق لجمالياته، فتصير علاقة القارئ بالنص علاقة رغبة متبادلة، يتم من خلالها بناء المعنى.