وصف الكتاب:
الكتاب على التطور السريع للغاية الذي يشهده مجال المعالجات الآلية للغات. فما يُعدُّ اليوم قفزة نوعية يتقادم بسرعة خيالية. لكنه يشير في الوقت نفسه إلى ضعف الاهتمام بهذا المجال عربياً على صعيد الجامعات. وفي هذا السياق، يأتي نشر الكتاب الصادر حديثاً وهو موزع على ثمانية فصول تعالج الترجمة الآلية وإشكالياتها، ومعالجة اللغة الطبيعية ومسائل استخراج المعلومة آلياً، والبحث عنها والتذييـل الآلي ومعالجـة الزمن داخل اللغة. أن التحدي الأكبر الذي يتعيَّن مواجهته عند التصدي لمثل هذا المجال المتخصص يكمن في ضرورة فهم طريقة التحليل ومنهجية تطبيقات المعالجات الآلية للغة. لذا، فهو يحذر من منزلق طالما وقع فيه كثيرون وهو ظنهم "أن الحاسوب عقل يفكِّر على طريقة تفكير البشر بتاريخه ورصيد تجربته، فما الحاسوب إلاَّ مطبق لما بُرمج له". ويحدِّد الكاتب منذ البداية منبعين أساسيين للاهتمام بدراسة المعالجة الآلية للغات الطبيعية، وهما: الرغبة في تنميط كفاءة لغوية يكون بوسعها اختبار فرضيات على آليات التواصل البشري، ومن جهة أخرى امتلاك تطبيقات قادرة على معالجة المعلومات المتوفرة رقمياً بفاعلية. وعلى الرغم من أهمية مثل هذا الطرح الذي يطمح إلى تطوير معالجة المعلومات آلياً بما تتضمَّنه من آليات متعدِّدة للبحث عن المعلومات واستخراجها وتحليلها وترجمتها، يلفت المؤلِّف إلى التحديات الكثيرة التي تواجه مثل هذا الطموح، لأن تحليل اللغة يتطلب "معرفة ببنيتها على عدة مستويات: ماهية الكلمات؟ وماذا تعني؟ وكيف تتألَّف لتشكِّل جملة؟ وكيف تسهم في معنى الجملة؟". وهو يعدِّد مثل تلك الإشكاليات؛ فمنها ما هو نحوي، ومنها ما هو دلالي يرتبط بالمعنى، ومنها أيضاً ما هو تركيبي وهو الخاص بعلاقات التبعية الموجودة بين الكلمات. وثَمَّة إشكاليات أخرى تخص معالجة الزمن داخل النصوص. أن وجود تحديات وإشكاليات معالجة المعلومات آلياً لا يعني استحالة تحقيق بعض التقدُّم في هذا الميدان، وهو ما برهن عليه المؤلِّف. فهو في الوقت الذي يقر فيه بأن بلوغ أقصى درجات الكمال في تطبيقات معالجة المعلومات آلياً لا يزال يحتاج وقتاً وجهداً، يؤكد أنه لا ينبغي اعتبار ذلك "عقبة تمنع من الغوص في حوسبة اللغة واستعمالها بشرط معرفة استخدامها".