وصف الكتاب:
وتعد مصر بلد محوري يمر به الجميع طلبًا للراحة واستعدادا للرحيل من جديد، إنها الطريق إلى الهند وبلاد فارس، وهى المركز الذي تلجأ إليه كل شعوب إفريقيا، وهي مقصد الرحالة في بلاد البحر المتوسط وبلاد الشرق، فهى بلد يهاجر إليه الجميع حتى الطيور لأن كل ماله جناحان يفر إلى مصر عندما يحلُّ الشتاء<br />ولاتزال هناك مساحة شاسعة خصبة حرة للخيال بالنسبة للأوربي في مدينة من مدن الشرق ألا وهي القاهرة, فهي مدينة إسلامية خالصة. وتعد القاهرة حاليا مركز البلاد وجوهرتها, فالطلاب يتوافدون إلى الجامع الأزهر، ويجذب وادي النيل الجميع إليه. أما الآثار التي تحيط بالمدينة فتدعوا الطيور إلى بناء أعشاشها هناك. أن كل الأعراق والعادات والأزياء واللغات والأديان تتلاقى هنا فى تلك الشوارع الضيقة, فتجد في أي مقهى صغير في الحي القبطي أو الحي الإسلامي عربيـًا أو تركيـًا أو نوبيًا أو فارسيًا أو ألبانيًا أو سامرائيًا أو بلغاريًا أو يهوديًا أو هنديًا أو حبشيًا أو أرمينيًا أو أعرابيًا من المغرب جالسًا على الحصير ومتربعًا على دَرَج مصنوع من خشب الجميز، وترى يونانيًا يجهز القهوة وبدويًا يغني في وسط المكان وفرنسيًا يصور الجموع وانجليزيًا يلاحظهم, وأمريكيًا يدون المذكرات