التجربة الهندية .. اكبر ديمقراطية في العالم
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
منذ ظهور النظم الديمقراطية في أثينا قبل ميلاد المسيح حتى يومنا هذا، ظلت الديمقراطية الهدف الأسمى للشعوب في مختلف بلاد العالم، واكتسبت كلمة الديمقراطية من القداسة ما جعل نظم الحكم على اختلافها تحاول وصف نفسها بالديمقراطية. ولذلك، ظهرت ديمقراطيات رأسمالية وديمقراطيات اشتراكية وديمقراطيات شيوعية، ولعل تشبث كل نظام بالحكم بأن يوصف بالديمقراطية يرجع إلى أن اللفظة اكتسبت مع مرور الزمن جاذبية وسحرًا، وارتبطت في أذهان الشعوب بمبادئ الحرية والإخاء والمساواة وتكافؤ الفرص وحكم الشعب بالشعب إلى غير ذلك من الشعارات الأخاذة التي يهتف بها الناس في كل مكان<br />وتعد الحضارة الهندية من أقدم الحضارات الأصيلة الحية في آسيا والتي أثبتت قدرة فائقة على الاستمرار وتجديد نفسها في مواجهة التحديات. وللحضارة الهندية سمة مميزة شأنها شأن جميع الحضارات القديمة، وهي قدرتها على الاستمرار بالتقاليد، وفي الوقت نفسه استيعاب العوامل الخارجية وخلق معادلة جديدة. ولذلك، تبدو منطقة جنوب آسيا كيانًا حضاريًا فريدًا يتضمن تعددًا في اللغات والديانات والأعراف والثقافات، لكنها لم تشهد أبدًا وحدة سياسية من النوع الذي نراه في الدول القومية بأوروبا. وعبر التاريخ، تنافست إمبراطوريات شبه القارة الهندية مع الممالك القائمة في المنطقة، وكان الحكم البريطاني في جنوب آسيا أحدث تجربة لإمبراطورية موحدة، وأدى تفككها عام 1947 إلى قيام دولتين على أنقاضها هما الهند وباكستان<br />وتبدو الهند شبه قارة بشكل ألماسة ممتدة على مسافة 3000 كم من جبال كشمير شمالًا نزولًا حتى كانا ياكوماري أو رأس قمورين على المحيط الهندي. ومن الشرق حتى الغرب، تمتد الهند أيضًا على مسافة 3000 كم تقريبًا، من أرونشال براديش وآسام على الحدود مع الصين وبورما حتى شاطىء جوجرات على بحر العرب. وكانت خريطة الهند تتضمن باكستان وبنجلاديش حتى المرحلة التي سبقت الاستقلال. وفي تلك الحقبة، لم يكن بالإمكان إنكار التجاذب الحضاري مع الهند - عداء الأخوة أفضل من الأغراب. وبالفعل، عندما ينظر إلى الأربع آلاف سنة من التاريخ - أو إلى أي من صحفها اليومية الحالية بالنسبة لذاك الموضوع - تجد أن عداواتها التي لا تحصى تبدو دائمة ولكنها ديناميكية ضرورية للمدنية الهندية<br />فالهند أسرة كبيرة، بما في ذلك الكثير من الاختلاف المناطقي والطائفي والاهتمامات. إنها دولة تختزل حضارة، فهي تضم مجموعات عرقية ولغوية متعددة تشترك في خلفية ثقافية واحدة. إن استمرارها التأريخي مذهل، ودائمًا ما ميزت القصص المكتوبة والمروية هذه الحضارة. وتجاوزت الصورة الحية التي تقدمها الهند حدودها، فالإبداع علامة مميزة للهند<br />ظهرت جمهورية الهند إلى حيز الوجود في 14 آب / أغسطس 1947، بعد الاتفاق بين الأطراف السياسية الفاعلة في شبه القارة الهندية على قيامها إلى جانب دولة باكستان، لقد قامت الدولة الجديدة بعد صراع طويل مع الاستعمار البريطاني بقيادة حزب المؤتمر الوطني الهندي الذي قاد حركة المقاومة الوطنية في شبه القارة الهندية، إذ سعت الهند إلى تحويل إمبراطورية متعددة الثقافات إلى دولة علمانية موحدة تحكمها المبادئ الليبرالية
