وصف الكتاب:
من المعلوم أن التعليم العالى فى العصر الحالى يشهد توسعاً غير مسبوق، نتيجة التسابق المحموم بين أفراد المجتمع فى الطلب الاجتماعى عليه، الأمر الذى يستوجب تصنيف مؤسساته وتقويمه، بعد أن أصبحت من القضايا التى تشغل أذهان كثير من من أفراد المجتمع الذين أنهوا الدراسة الثانوية بنجاح، ويريدون العثور على جامعة أو كلية ملائمة، وسواء كانوا من الطلاب الذين أوشكوا على الالتحاق فى الجامعة، أو أولياء الأمور أو وزارة التعليم العالى أو الجهات المرتبطة بسوق العمل، فيلجؤون إلى أدلة الجامعات الإرشادية ومؤشرات تصنيفها بين الجامعات المميزة والجامعات المتوسطة والجامعات الضعيفة، مما يسهل عليهم اتخاذ القرار باختيار الجامعة أو الكلية الملائمة<br />وأمام تعدد فرص الالتحاق بالجامعات تعمل كل جامعة على استقطاب أكبر عدد من الطلاب المتقدمين فى اطار المنافسة العالمية، هذه المنافسة التى لن تكون دون تحقيق الكفاءة والجودة فيما تقدمه الجامعات من خدمات لضمان رضا عملائها، فالجامعة التى تقدر عملائها تساعد فى الوصول للأداء المرتفع وتحقيق الإبداع؛ لتحقيق ميزة تنافسية مؤسسية تزيد من فرص الالتحاق بها، فى عصر المعرفة والمعلومات الذى لم يعد يعترف بعمالة نمطية تحكمها المواصفات الوظيفية التقليدية، وإنما تعتمد على العناصر التى تتسم بالتميز وتعدد المعارف وتنوعها، حيث إن تحقيق الجامعة لتميز الأداء يتطلب من أعضائها الابتعاد عن كل ما هو نمطى وروتينى فى الأداء والسلوك وتبنيها لنظم حيوية وفعالية.<br />والحاكم الأساسى فى ذلك أن تكون هناك مؤشرات يتم الاستدال بها فى تصنيف الجامعات، باعتبارها تشير الى الصفات التى تقاس من خلالها قوة الجامعة أو ضعفها، وهى مؤشرات تختلف حسب نوع الجامعات أو البرامج التى سيجرى تصنيفها، فمؤشرات الجامعات التى تمنح درجة الدكتوراه تختلف عن المؤشرات للكليات أو الجامعات التى تمنح درجة البكالوريوس. ولكن الأمر فى النهاية محكوم بمجمل التقييم العام لدور الجامعة فى إحداث تغيير يقود إلى الرقى والتقدم المجتمعى، ومدى تأثير هذه الجامعات فى العديد من النواحى البيئية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية<br />فالتصنيفات العالمية للجامعات تعد من أبرز ما يمكن الاستدلال به على جودة الجامعة ومدى تطورها، باعتبارها طريقة لجمع المعلومات لتقويم الجامعات والبرامج والبحث والأنشطة العلمية، كنظام لترتيب للجامعات من حيث المستوى الأكاديمى والعلمى أو الأدبى، باستخدام معايير مختلفة يتم الاستدلال عليها بمجموعة من الاحصاءات أو الاستبانات التى توزع على الدارسين والأساتذة وغيرهم من الخبراء والمحكمين، أو تقييم الموقع الالكترونى، أو غير ذلك من المعايير، بالشكل الذى يوفر وضعا أكثر شمولية للجامعات، ويجعل تنظيمها من الأفضل إلى الأسوأ مهمة أكثر سهولة، ومن ثم الحكم على الجامعات التى تسعى إلى تحقيق التميز والمنافسة الحادة بين الجامعات المختلفة بغرض تحسين أدائها العام، وبالشكل الذى يخدم الحركة العلمية على مستوى المجتمع الذى تنتمى إليه أو على مستوى بلدان العالم عامة