وصف الكتاب:
تعرضت اليمن خلال فترة الدراسة للعديد من الأخطار والكوارث والتي كان لها أكبر الأثر في تشكيل ملامح الحياة فيها، فقد تعرضت اليمن لكثير من الظواهر الطبيعية التي لعبت دوراً كبيراً في تحديد معالم حضارتها وتاريخها، كما شهدت وقوع الكثير من الأحداث الجسيمة سواء كانت حروباً طاحنة نتج عنها تدمير وتخريب العديد من المدن والقرى وتشريد الأهالي وقتل وأسر الكثير منهم وتعذيبهم أو إجبارهم على الخضوع لهم، أو اعتناق عقائدهم الدينية. كما تعرضت اليمن أيضاً خلال الفترة المخصصة لموضوع هذا الكتاب للعديد من الظواهر الطبيعية والتي كان لها دور كبير في إعادة صياغة وتشكيل حضارتها مثل السيول، والزلازل، والفيضانات، والقحط والجفاف، والإصابة ببعض الأمراض والأوبئة القاتلة كالطاعون، بالإضافة إلى تعرضهم إلى هجمات الحشرات كالجراد، والتعرض للتنكيل والتعذيب الذي ينزله الحكام على المدن المعارضة لسيطرتهم، أو إجبارهم على الخضوع لهم، أو الدخول في بعض العقائد الدينية التي ينتج عن عدم اعتناقها إنزال العذاب بهم مثلما حدث لأصحاب الأخدود الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم. كان للكوارث العديد من الجوانب الإيجابية مثل نقل ثقافة منطقة لمنطقة أخرى نتيجة للهجرات التي ترتبت على تعرضها للكوارث، وكذلك الاستفادة من ثقافة المنطقة التي يهاجر منها أهلها المتضررون بفعل الأخطار والكوارث إلى المناطق الجديدة، فيحدث جراء تلك الهجرات التقاء الثقافتين من المهاجرين إلى المناطق المهاجر إليها، كما أن حدوث السيول المتكررة والحروب المتوالية والإصابة ببعض الأمراض وانتشارها ربما اضطر الشعوب التي تتعرض لها إلى إعمال الفكر في محاولة للوصول إلى طرق تقيهم شرها، فنتج عن ذلك التوصل لبناء السدود، وعمل تحصينات دفاعية اتقاءً لشر الحروب والعدوان والتوصل لبعض العقاقير التي تساعد في علاج الأمراض، وكذلك التفكير في القوى الخفية التي وراء حدوث بعض هذه الكوارث فقاموا بصنع التعاويذ والتمائم، وأقيمت المعابد للمعبودات التي اعتقدوا أنها وراء ذلك، وقدمت لها النذور والقرابين تقرباً لها وتجنباً لشرها وجلباً للخير، فنتج عن ذلك تقدم العلوم والفنون والمعتقدات الدينية. يهدف هذا الكتاب إلى محاولة إزالة الغموض الذي اعترى الأخطار والكوارث التي تعرضت لها اليمن خاصة في الفترة من القرن العاشر قبل الميلاد إلى القرن السادس الميلادي، بالإضافة إلى محاولة معرفة وتفسير وتحليل الأسباب التي كانت وراء حدوث هذه الأخطار والكوراث التي حلت باليمن، وكيفية تعامل دويلات المدن اليمنية معها.