وصف الكتاب:
تتناول هذه الدراسة الوثائقية أحداث انقلاب 12 يناير عام 1964 والمؤامرة الدولية على الوجود العربي العمانى في شرق أفريقيا الذى استمر بشكل رسمى حوالى ثلاثمائة عام وعلاقات تجارية تمتد في أعماق التاريخ حيث توضح أسباب هذا الانقلاب وتفاصيل أحداثه وكذلك الموقف البريطاني والإسرائيلي والأمريكي والعربي من هذا الانقلاب وكذلك الآثار التي خلفها هذا الانقلاب على شرق أفريقيا عموماً (خاصةً زنجبار). الحقيقة أن زنجبار (التابعة لدولة تنزانيا الآن في شرق أفريقيا) تحتل مكانة خاصة في المحيط الهندي، حيث تتميز بموقع استراتيجي هام وتعتبر محطة تجارية مهمة في طريق التجارة بين الشرق والغرب، وزادت أهميتها بعد حفر قناة السويس بالإضافة إلى ما تتمتع به من ثراء في الثروة الطبيعية خاصة المحاصيل الزراعية مثل القرنفل وجوز الهند. ولعبت دوراً هاماً كمركز لتجارة الرقيق في شرق أفريقيا بالإضافة إلى كونها مركزاً للحضارة العربية والإسلامية في شرق أفريقيا وعن طريقها تم نشر الإسلام في تنجانيقا والساحل الشرقي الأفريقي وفى الكونغو (زئير) وإلى منطقة البحيرات الاستوائية العظمى بإفريقيا. ولقد تكالب الاستعمار الأوربي على زنجبار وزاد هذا التنافس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بين كل من بريطانيا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا. وكانت سلطنة زنجبار قوية في عهد السيد سعيد بن سلطان (1806- 1856) حيث كان النفوذ الأجنبي في زنجبار ضعيفاً، ولكن بعد وفاة السيد سعيد بدأت السلطنة في الانقسام والدولة البوسعيدية في الضعف وزاد النفوذ البريطاني في زنجبار وطلب سلاطين زنجبار الحماية البريطانية على زنجبار لمواجهة الاستعمار الألماني في شرق أفريقيا وقٌسمت مناطق النفوذ بين ألمانيا وبريطانيا بمقتضى معاهدة 1886 وأعلنت بريطانيا الحماية على زنجبار في عام 1890، وهى فترة حيوية وهامة من تاريخ زنجبار التي كانت منفصلة عن مسقط، وكانت في فترة من الضعف مما جعل بريطانيا تفرض الحماية عليها لتحقيق أهدافها الاستعمارية من زنجبار ثاني أكبر جزيرة في المحيط الهندي بعد مدغشقر والتي هي في الطريق إلى الهند أهم مستعمراتها. ومن هنا وقَعتْ الدولة العربية الإسلامية الإفريقية تحت الحماية البريطانية وهى بداية جديدة لسلطنة زنجبار. فبدأت بريطانيا في استغلال حقيقي لموارد زنجبار واستغلال تجارى لها واستمر الاحتلال البريطاني لها حتى العاشر من ديسمبر عام 1963 حيث تم استقلال زنجبار بعد كفاح القوى الوطنية العربية. ولكن لم تنعم بالاستقلال كثيراً حيث وقع انقلاب 12 يناير ضد العرب وكانت مؤامرة مدبرة من كلٍ من دار السلام وتل أبيب وبريطانيا بمساعدة أنصار الحزب الأفروشيرازي وحزب الأمة للقضاء على الوجود العربي في زنجبار وهذا ما حدث وانتهى الأمر بضم زنجبار إلى تنجانيقا تحت اسم تنزانيا.