وصف الكتاب:
هذا البحث هو ثمرة رحلة علمية استغرقت عقداً من الزمن انتقل خلالها الباحث من مذهب إيلامي السنة والجماعة - الى مذهب آخر - آل البيت (ع) فرغم أنه تربى في صفوف الحركة الإسلامية في بلده فقد ظلت حقائق اسلامية مجهولة لديه قبل أن يكتشفها بنفسه. الإمام جعفر الصادق هو الإمام الوحيد في التاريخ الإسلامي، والعالم الوحيد في التاريخ العالمي، الذي قامت على أسس مبادئه "الدينية والفقهية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية" دول عظمى، والإمام الصادق هو بلا منازع واضع أسس النزعة الإنسانية لتلك الكلامية والمدارس الفلسفية التي اتفقت عنها عقله. فقد كان ذا علم غزير من أصول الدين، وأدب كامل في الحكمة-الفلسفة، وزهد بالغ في الدنيا، وورع تام عن الشهوات. وهو بذلك صاحب أول نداء انبعث من الأعماق لإيقاظ رسالة الإنسان الكاملة في معانيها الدقيقة وأهدافها السامية. لعب دوراً رئيسياً في بعث ما سيعرف بالفرق الإسلامية التي لم تكن في الحقيقة سوى مدارس فكرية وفلسفية تزخر بالحيوية المتفاعلة والمبدعة والخلاقة، أطلقت للعقل الإسلامي العنان لعقل نفسه وعقل العالم من حوله لقد أصبحت هذه الحركات الثورية، عقلاً وقولاً وعملاً، عابرة للقارات والأجناس الأعراق، فيما استطاعت أن تخترق الزمان والمكان معاً وأن تؤسس لها مركزاً في مختلف أنحاء البلاد الإسلامية المفتوحة آنذاك. ما هي علاقة الصادق بتلك الحركات؟ وكيف استطاع أن يشكل مركزاً استقطاب محلي وإقليمى وعالمي قديماً وحديثاً؟ ما هي حدود تأثيره في حركة التاريخ الكلاسيكي والمعاصر؟ وهل نجح الصادق فعلاً في إرساء معالم أو دعائم المجتمع الأصلي السلمي الذي كان يصبو إليه خارج إطار الدولة وداخلها؟ وهل إن برنامجه مشروع شخص أو مجموعة أو أمة؟ وهل أنه عمليه سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتاريخية وحضارية أم ماذا؟ أم هو مشروع إمام تحرك في خط ليتممه وأصاب ما أصاب مشروع كل الأئمة من قبله وبعده من نجاح وفشل نسبي؟ وكيف استطاع الصادق أن يرتقي بالفتن والحروب والإقتالات الداخلية التي ظهرت في عصره ليحوله إلى سجال فكري وسياسي؟ ومات هي الإضافات الفكرية والسياسية التي قدمها الصادق للتاريخ وللحضارة وللإنسان قديماً وحديثاً؟ عن هذه الأسئلة يجيب الباحث "عمر بن عبد العزيز: في هذا الكتاب الذي يحتوي على بحث موجز هو ثمرة رحلة علمية استغرقت من المؤلف عقداً من الزمن انتقل خلالها من مذهب إسلامي-السنة والجماعة- إلى مذهب آخر-آل البيت عليهم السلام، وفي سياق رده قام بالتطرق لمجموعة من الموضوعات المهمة المتصلة بالفكر السياسي للإمام الصادق والتي هي، الصادق والقرآن والحديث وحركة التدوين، السنة تدوين عند الصادق، أفكاره في التأسيس للوحدة الإسلامية، فلسفة الجهاد عند جعفر الصادق، تشريحه للجسد العقلي في الإسلام، قراءة في دستور الدولة الإسلامية، المذهب الجعفري والحرب الحضارية المعاصرة، علم الحديث بين السنة والشيعة، معالم الثقافة الإسلامية فى حركة الإمام الصادق.