وصف الكتاب:
حظيت القيادة باهتمام المؤرخين والفلاسفة منذ أمد بعيد وإذا كانت المجتمعات القديمة قد أولت اهتماما بالقيادة فإن الحاجة إليها قد تعاظمت في المجتمعات الحديثة من منطلق أن المنظمات المعاصرة تتم بتنامي أهدافها وتعدد مهامها وتشابك مصالحها وتنوع التحديات التي تواجهها وسرعة التغيرات الذي يحبط بها وهو ما يستلزم وجود قيادة فاعلة قادرة علي التأثير في سلوكه المجموعة وتوجيه هذا السلوك بما يكفل تحقيق الأهداف المشتركة. ويمكن النظر إلي القيادة علي أنها فن التأثير في الآخرين وأنها العملية التي يتم بمقتضاها التأثير في الآخرين من أجل تحقيق أهداف المنظمة وأن القيادة عملية تتطوي علي عدد من الخطوات والإجراءات والأساليب والمهارات المركبة والمتشابكة التي تعضد بعضها بعضا كما أن القيادة هي الارتفاع ببصيرة الإنسان ومستوي أدائه إلي مستويات أعلي وبناء شخصيته بحيث يتعدي حدوده العادية. كما تعد القيادة الإبداعية إحدي الركائن الأساسية لنجاح ويتمني أي منظمة مهما كان مجال عملها وهي بمثابة حجر الزاوية لأي جهد يهدف لإنجاح المنظمة في تحقيق أهدافها وللقيادة دور كبير في بناء الجماعات المختلفة فالقائد يلعب دور بالغ الأهمية في تماسك الجماعة وقد لا يستخدم القائد أسلوبا واحدا ولا يحيد عنه بل قد يكون للقائد عدة أساليب ومع ذلك لابد أن يكون هناك أسلوبا تغلب علي سلوكه معظم الوقت وهو الذي يتحدد علي أساسه نمطه القيادي. ويأتي التمكين للعاملين كأحد العوامل الداخلية المساهمة في تحقيق الرضا الوظيفي علي أن مصطلح التمكين يعد مصطلحا من المصطلحات حديث النشأة في أدبيات الإدارة كما يعتبر التمكين من الممارسات الحديثة لإدارة الموارد البشرية وهو أسلوب يهدف إلي إشراك الموظفين في اتخاذ القرار من خلال منح الموظف المزيد من المسئولية بالتالي يتم اتخاذ القرار من طرف الأفراد المؤهلين لذلك. وقد اتسمت السنوات الماضية بتطورات وتحديات هائلة كان لها انعكاساتها الإيجابية علي إدارة الموارد البشرية إذ يمثل التمكين الإداري أهمية العمليات الإدارية المعاصرة في ظل تلك التطورات الاقتصادية والسياسية. كما أن التمكين الإداري يهتم بشكل رئيسي علي إقامة الثقة وتكوينها بين الإدارة والعاملين وتحفيزهم ومشاركهم في اتخاذ القرار وكسر الحدود الإدارية والتنظيمية الداخلية بين الإدارة والعاملين. كما يشكل الاهتمام بالتمكين الإداري للعاملين عنصرا أساسيا للمؤسسات والمنظمات خصوصا في ظل التحديات والتغيرات المتسارعة كما أن الإدارات العليا وخاصة في الدول النامية مازالت تعتقد بأن التمكين الإداري للعاملين سيكون علي حساب نفوذها وسلطتها.