وصف الكتاب:
يتعرض المجتمع في العصر الحاضر لمجموعة من المتغيرات العلمية والثقافية والتكنولوجية وهي تغيرات تعترض وجود تربية مستقبلية تستهدف إيجاد حل لرفع مستوى التفكير العلمي عند الطلاب المتعلمين بما يضمن لهم القدرة على التفكير الموضوعي لمواجهة ما قد يتعرضون له من آثار التقدم العلمي والتكنولوجي خاصةً وأن التربية الحديثة تنظر إلى المتعلم على أنه محورها ومن ثم يجب الاهتمام بتنمية جميع جوانبه ورعاية قدراته ومواهبه وإكسابه الاتجاهات والقيم الإيجابية وتدريبه على حل المشكلات وعلاجها وتسعى الأنظمة التربوية الحديثة للتعرف على أفضل الاستراتيجيات التربوية التي يمكن استخدامها في برامجهم التربوية وأن طريقة التدريس من العوامل المهمة والمؤثرة في مدى اكتساب الطلبة للمفاهيم العلمية فإنه يجدر بالمعلم أن يجيد تحديد الهدف المراد تحقيقه والأخذ بعين الاعتبار خصائص الطلبة وخلفياتهم السابقة وتطوير اختبارات متعلقة بالأهداف واستخدام استراتيجيات تدريس مناسبة واختبار أدوات ووسائل تسهم في تحقيق الأهداف فاختيار طريقة التدريس العاقلة تسهم في تعلم في تعلم أفضل للمفاهيم العلمية بحيث يضمن سلامة هذه المفاهيم وبقائها والاحتفاظ بها وأن الخرائط المفاهيمية بوصفها إستراتيجية تدريسية تعليمية تقف على أُسس سيكولوجية بطريقة متينة لا تساعد المتعلم على أن يتعلم فحسب بل تعلمه كيف يتعلم مما ينبغي لديه العمليات والمهارات العلمية ويطور قدرات التفكير لديه كما أن الخرائط المفاهيمية تتمشى مع كثير من مبادئ التعلم وأهمها المبدأ الذي ينص على أن المعرفة تختزن مرتبة وهذا ما أوضحه أوزوبل عندما قال بأن المتعلم يضع المفاهيم الجديدة تحت معاني المفاهيم المتعلقة بها والمتعلقة مسبقاً وتغير خرائط المفاهيم أداة تعليمية فعالة تساعد على ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة فهي تستخدم لتوضيح العلاقات المفاهيمية المتسلسلة التي تدرس في موضوع أو مادة دراسية. وتُعد إستراتيجية دورة التعلم ترجمة لأفكار النظرية البنائية التي تستمد أصولها وإطارها النظري من نظرية بياجية في النمو المعرفي حيث تعتبر هذه الإستراتيجية مُعلم وتعلم. كما تُعد أيضاً طريقة دورة التعلم من طرائق التدريس الفعالة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفكر البنائي إذ تساعد الطلبة على ربط المفاهيم المكتسبة بالمفاهيم السابقة بصورة متكاملة في البنية المعرفية وتستعمل دورة التعلم في تعليم المفاهيم التي تبدو صعبة ويتطلب استيعابها قدرة من التفكير المجرد إذ يُصعب فهمها من خلال الأساليب وطرائق التدريس الأخرى، لذا اهتم الباحثون بدراستها وخاصةً علاقتها بإكساب المفاهيم والاحتفاظ بها.