وصف الكتاب:
بدون شك تبلور الدور التركي في منطقة الشرق الأوسط من منطلق نظريتي العمق الاستراتيجي والعثمانية الجديدة، حيث تعتبر أن موقع تركيا وتاريخها يجعلانها مستعدة إلى التحرك الإيجابي في كافة الاتجاهات، وخصوصاً جوارها الجغرافي، للحفاظ على أمنها وتحقيق مصالحها، لذلك توجب عليهم إنهاء القطيعة التركية للمنطقة وقضايا، التي استمرت عقوداً طويلة، وكانت تعيش تركيا خلالها حالة من الانطواء والعزلة داخل هضبة الأناضول، وتتصرف كدولة هامشية أو طرفية في منظومة المعسكر الغربي وحلف شمال الأطلسي الناتو، ومع مطلع القرن الحادي والعشرين ومجيء حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم فيها، عاد الأتراك بقوة، كي يطرقوا أبواب السياسة في الشرق الأوسط وجواره الجغرافي، فعملوا بكل قواهم للخروج من الوضع الهامشي الذي فرضته عليهم التبعية لحلف الأطلسي، وخصوصاً بعد أن اكتشفوا أنهم تحملوا أعباء كثيرة في سبيل حفظ الأمن الأطلسي والغربي، ولم يجنوا بالمقابل سوى حرمان الغرب لهم من اقتسام ثمار التقدم الاقتصادي والاستقرار السياسي، فما كان عليهم سوى تلّمس طريق جديد، تبلور في قيادة التيارات الإسلامية (الاخوانية) والتي تعتبر نفها امتداد للإسلامي السياسي (المعتدل) حسب وصفها، لذا اندفعت تركيا بكل ثقلها خصوصا بعد احداث حركات التغيير العربي نحو دعم الأنظمة ذات الطابع الإسلامي القريب من توجهاتها العقائدية، وبالتالي ارتكزت المنطلقات التركية في المنطقة من منظار قيادة التغيير كونها اعتبرت ذاتها الأولى بالقيادة والأولى بالمكانة الريادة والتي تجرها هي لاسباب تاريخية وعقائدية فضلاً عن أسباب جيوبولتكية مكنتها من ممارسة هذه الأداء الاستثنائي في الشرق الأوسط.