وصف الكتاب:
يُلقي هذا الكتاب أضواء جديدة ومضيئة من العلاقات العربية الأفريقية ففي التمهيد وضح المؤلف الهجرات العربية لشرق أفريقيا ونتائجها وكذلك وضح دور القبائل العربية في نشر الإسلام في غرب أفريقيا ثم وضح العصر الذهبي للعلاقات المصرية الإفريقية في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر . وفي الباب الأول يوضح قدم العلاقات العربية الإفريقية وخاصة العُمانية بشرق إفريقيا .ويرجع اتصال العرب بساحل شرق أفريقيا إلى عدة قرون قبل الميلاد وكانت هجرتهم بغرض التجارة وليس الاستيطان واختلطوا بالأفارقة عن طريق الزواج. وكان العرب أقدم الأمم اتصالاً بالجماعات البشرية المقيمة على سواحلها قبل غيرهم من الأمم الأخرى وإن كان هذا الاتصال مقصوراً على التبادل التجاري وتصريف منتجات سكان أفريقيا الشرقية في شتى الأسواق وربط المنطقة بأهم مصادر الإنتاج العالمي في الشرق الأقصى و في بلاد البحر الأبيض المتوسط أي أن النشاط التجاري كان أساس العلاقات التي كانت بين العرب وشرق إفريقيا. وهناك عوامل هامة جعلت الصلات قوية بين العرب(بالأخص عرب عُمان) وشرق أفريقيا،وهى عوامل طبيعية مثل القرب الجغرافي بين عمان وشرق أفريقا وكذلك حركة الرياح الموسمية وعوامل بشرية تتمثل في تفوق العرب(بالأخص عرب عُمان ) في ركوب البحر حيث أنهم عرفوا الانتقال عبر المحيط الهندي بحدوده المترامية عند الهند من ناحية وعند جزر وساحل شرق أفريقيا من ناحية أخرى. وكذلك عوامل الاقتصادية وهى تجارة المحيط الهندي بين الهند مرورا بعمان ثم شرق أفريقا ثم إلى أوربا عبر البحر الأحمر . وازدادت هذه العلاقات قوةً ورسوخاً بعد ظهور الإسلام وكان هناك نشاط للتجار العُمانيين حيث كانوا يجمعون بين التجارة والتعليم فأنشأوا الكتاتيب لتعليم القرآن الكريم وبنوا المساجد لأداء الشعائر الدينية ولتعليم الأفارقة قواعد الإسلام وشعائره الصحيحة. ومع انتشار الإسلام اتسع معه نطاق الملاحة البحرية العربية الإسلامية في المحيط الهندي وكانت الاضطرابات السياسية التي شهدتها الدولة الإسلامية أعقبها العديد من الهجرات العربية إلى أفريقيا .ونجح العرب في تأسيس العديد من الإمارات العربية والاسلاميه في شرق أفريقيا مثل زنجبار وممبسه وأرخبيل لامو وغيرها من الإمارات . ولقد حكم العمانيين بشكل رسمي زنجبار ما يقرب الثلاثة قرون بعد استنجاد إمارت الساحل الأفريقي بأسرة اليعاربة العمانية في القرن السابع عشر الميلادي لمقاومة الاستعمار البرتغالي لشرق إفريقي . ثم كان حكم أسرة البوسعيد لشرق إفريقيا ولقد تدفقت الوفود العربية العُمانية إلى زنجبار وشرق إفريقيا مع السلطان السيد سعيد بن سلطان بعد نقله العاصمة إلى زنجبار عام 1832 م حيث انتقل معه الكثير من العرب بغرض الإقامة وامتلاك الأراضي في زنجبار ويلاحظ أن السيد سعيد شجع أثرياء العرب على الهجرة إلى جزيرتي زنجبار وبمبه وأصبحوا يكونون طبقة أرستقراطية .